للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطمئنة] اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء١، فيأخذها ... ”٢.

أما الكافر فإن روحه تخرج بشدة وصعوبة يتعذب بها، لقوله صلى الله عليه وسلم في حديثه عن وفاة الكافر [وفي رواية الفاجر] : “ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب قال: فتفرق في جسده، فينتزعها كما ينتزع السفود٣ الكثير الشعب من الصوف المبلول، فتقطع معها العروق والعصب”٤.

هذا بالجملة وإلا فإنه قد تشتد السكرات على بعض الصالحين؛ لتكفير ذنوبهم، ولرفع درجاتهم، كما حصل للرسول صلى الله عليه وسلم حيث عانى من شدة سكرات الموت، كما في صحيح البخاري في الحديث السابق ذكره٥.

قال ابن حجر: “وفي الحديث " لا إله إلا الله إن للموت سكرات ": أن شدة الموت لا تدل على نقص في المرتبة، بل هي للمؤمن إما زيادة في حسناته، وإما تكفير لسيئاته”٦.

وقد ترجم ابن ماجه ت٢٧٥? في سننه بعنوان: “باب ما جاء في المؤمن


(١) السقاء هو ظرف الماء من الجلد، ويجمع على أسقية، انظر النهاية في غريب الحديث والأثر ص٤٣٦.
(٢) الحديث رواه أحمد ٤/٢٨٧٦ وَ ٢٩٥ وَ٢٩٦ وأبو داود، كتاب السنة، باب في المسألة في القبر وعذاب القبر ح ٤٧٥٣.
(٣) السفود: حديدة ذات شعب معقفة، يشوى بها اللحم، انظر لسان العرب ٢/١٥٤.
(٤) سبق تخريجه.
(٥) عند الإحالة ص: ٨٢.
(٦) فتح الباري شرح صحيح الباري ١١/٣٦٣.

<<  <   >  >>