للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على ما شرع الله لهم تتنّزل عليهم الملائكة عند الموت والاحتضار قائلين لهم

{أَلَّا تَخَافُوا} مما تقدمون عليه من عمل الآخرة {وَلا تَحْزَنُوا} على ما خلفتموه من أمر الدنيا من ولد وأهل ومال أو دين؛ فإنا نخلفكم فيه {وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون} فيبشرونهم بذهاب الشر وحصول الخير، ذكر هذا ابن كثير ثم روى عن زيد بن أسلم قوله بأن البشرى تكون عند الموت وفي القبر وحين البعث، ثم علّق ابن كثير على رأي زيد بقوله: “وهذا القول يجمع الأقوال كلها، وهو حسن جداً، وهو الواقع”١.

وقوله تعالى {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} “أي تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار نحن كنا أولياءكم: أي قرناءكم في الحياة الدنيا نسددكم ونوفقكم ونحفظكم بأمر الله، وكذلك نكون معكم في الآخرة نؤنس منكم الوحشة في القبور، وعند النفخة في الصور، ونؤمنكم يوم البعث والنشور، ونجاوز بكم الصراط المستقيم، ونوصلكم إلى جنات النعيم”٢.

وذكر الطبري في تفسيره أن تنَزل الملائكة عليهم، في الآية، معناه أن الملائكة تتهبط عليهم عند نزول الموت بهم قائلة لهم: لا تخافوا ما تقدمون عليه من بعد مماتكم، ولا تحزنوا على ما تخلفونه وراءكم٣.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: “ وقد ذكروا أن هذا التنَزل عند الموت”٤.

وقال الله تعالى سبحانه وتعالى في بشارة المؤمنين: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ. لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ


١ تفسير القرآن العظيم ٤/١٠٠- ١٠١.
٢ المصدر السابق ص١٠١.
٣ انظر جامع البيان في تفسير القرآن ٢٤/٧٤.
٤ مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ٤/٢٦٨.

<<  <   >  >>