للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

به باب الأرض، فيقولون: ما أنتن هذه الريح! حتى يأتون به أرواح الكفار” ١.

وفي سنن ابن ماجه ت ٢٧٥هـ عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النّبي صلى الله عليه وسلم قال: “الميت تحضره الملائكة، فإذا كان الرجل صالحاً قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة، كانت في الجسد الطيب، اخرجي حميدة، وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان، فلا يزال يقال لها حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء، فيفتح لها، فيقال: من هذا؟ فيقولون: فلان، فيقال: مرحباً بالنفس الطيبة، كانت في الجسد الطيّب، ادخلي حميدة، وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان، فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل.

وإذا كان الرجل السوء قالوا: اخرجي أيتها النفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث، اخرجي ذميمة، وأبشري بحميم وغساق، وآخر من شكله أزواج، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء، فلا يفتح لها، فيقال: من هذا؟ فيقال: فلان، فيقال: لا مرحباً بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، ارجعي ذميمة، فإنها لا تفتح لك أبواب السماء فيرسل بها من السماء، ثم تصير إلى القبر” ٢.

والمؤمن إذا بشر حين الاحتضار برحمة الله ورضوانه سرّ بذلك وفرح فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، أما الكافر فإنه إذا بُشّر بغضب الله وسخطه تألم وحزن، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ”من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، قالت عائشة ـ أو بعض أزواجه ـ إنا لنكره الموت، قال: ليس ذلك، ولكن المؤمن


١ الحديث رواه النسائي، كتاب الجنائز، باب ما يُلقى به المؤمن من الكرامة عند خروج نفسه ح ١٨٣٢ وابن حبان ٧٣٣، والحاكم ١/٣٥٢، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ح١٣٠٩، وصحيح سنن النسائي ٢/٩ ح١٨٣٢.
٢ رواه ابن ماجه في سننه، كتاب الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد له ح٤٢٦٢ وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه ٢/٤٢٠ ح٣٤٣٧.

<<  <   >  >>