للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد أرى ما/ بك من تغير الحال وما ذلك إلا لمكروه عندك، قالت: لا والله يا أبتاه! ما ذاك لمكروه [١] عندي، ولكني أعلم أنكم تأتون بشرا يخطئ ويصيب ولا آمنه أن يسيمني [٢] ميسما يكون علّي سبّة إلى يوم القيامة، فقال لها: إني سوف أختبره من قبل أن ننظر في أمرك، فأخذ حبة من حنطة فأدخلها في إحليل فرسه وأوكى [٣] عليها بسير [٤] ، فلما صبّحوا الكاهن نحر لهم وأكرمهم، فلما قعدوا قال له عتبة: إني قد خبأت لك خبيئا فانظر ما هو؟

قال: ثمرة في كمرة [٥] ، قال: أريد أبين من هذا، قال: حبة من برّ في إحليل مهر، قال: صدقت، أنظر في أمر هؤلاء النسوة فجعل يدنو [٦] من إحداهن [٧] ويضرب كتفها ويقول: انهضي، حتى دنا من هند فضرب كتفها وقال: انهضي غير رسحاء [٨] ولا زانية، ولتلدنّ ملكا يقال له معاوية، فنهض إليها الفاكه فأخذ بيدها فنترت [٩] يدها من يده، وقالت: إليك، فو الله لأحرصنّ على أن يكون ذلك من غيرك! فتزوجها أبو سفيان بعده فجاءت بمعاوية. قال أبو جعفر [١٠] . قال لي أبو السكين الطائي [١١] : رحل أبو بكر بن عياش من الكوفة إلى البادية حتى لقي عم أبي فسأله عن هذا الحديث.


[١] في الأصل: المكروه.
[٢] في الأصل: يسميني.
[٣] في نهاية الأرب ٣/ ١٢٨: أوكأ- بالهمزة في الآخر، وهو خطأ، وأوكى بمعنى شد.
[٤] السير كدهر: قدّة من الجلد مستطيلة.
[٥] الكمر متحركا: اسم لكل بناء فيه العقد كجسور، الواحدة الكمرة.
[٦] في الأصل: يدنوا.
[٧] في الأصل: احدهن.
[٨] في الأصل: رسخي- بالخاء، والمرأة الرسحاء- بالحاء المهملة: القبيحة، وفي شرح نهج البلاغة ١/ ١١٢: رقحاء وهي التي تكتسب بالفجور.
[٩] في شرح نهج البلاغة ١/ ١١٢ ونهاية الأرب ٣/ ١٢٨ وصبح الأعشى ١/ ٣٩٩: فجذبت، ونتر- بالتاء المثناة الفوقانية بمعنى جذب بشدة.
[١٠] أبو جعفر كنية محمد بن حبيب صاحب المنمق.
[١١] في الأصل: الطائي.

<<  <   >  >>