للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مثله فهل حدث حدث؟ قال: لم يحدث إلا خير، ثم خلا به فقال: يا أخي! أما تذكر الرؤيا [١] التي كنت قصصتها عليك؟ قال: ما، اذكرني لها، قال:

فقد بعث الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب نبيا يدعوا إلى الله، فآمن عمرو ودخلا جميعا مؤمنين يكتمان [٢] إيمانهما قال: ودخل النبي صلى الله عليه على سعيد بن العاص في مرضه الذي [٣] مات فيه وقد أغمي عليه وفي يد النبي صلى الله عليه خرقة فوضعها على جبهة سعيد فأفاق [٤] سعيد، فبصر بالنبي صلى الله عليه عند رأسه فقال: أنت الذي تعيب آلهتنا وتسفه أحلامنا، لئن رفع الله سعيدا ليجلينك عن مكة، ورجله في حجر خالد ورأسه في حجر عمرو، فنبذا رأسه ورجله وقالا: لا رفع الله صرعتك! ثم التفتا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالا: قد آمنا بك وصدقناك، فيقال إن هذه الآية نزلت فيهما لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ من حَادَّ الله وَرَسُولَهُ ٥٨: ٢٢ [٥] إلى آخر الآية، فأمر سعيد بحبسهما فحبسا واشتد وجعه، فقال: أخرجوني إلى مالي بالطائف، فأخرجوه فمات بأرض يقال لها: الظريبة [٦] ، وأبان بن سعيد أخوهما لم يسلم يومئذ، فأنشأ يقول: (الطويل)

ألا ليت ميتا بالظريبة شاهد ... لما يفتري [٧] في الدين عمرو وخالد

[٨] أضافا إلى دين [٨] جميعا فأصبحا ... يعينان من أعدائنا من نكايد [٩]

فأجابه عمرو وقال: (الطويل)


[١] في الأصل: رؤيا (مدير) .
[٢] في الأصل: بكتمان.
[٣] في الأصل: التي (مدير) .
[٤] في الأصل: إذا فاق.
[٥] سورة ٥٨ آية ٢٢.
[٦] الظريبة كجهينة: أرض في ناحية الطائف- معجم البلدان ٦/ ٨٥.
[٧] في الأصل: يمتري، والتصحيح من سيرة ابن هشام ص ٧٨٢ ونسب قريش ص ١٧٥ ومعجم البلدان ٦/ ٨٥.
[٨] أضافا إلى دين: أسرعا إليه، والشطر الأول في سيرة ابن هشام ص ٧٨٢ ونسب قريش ص ١٧٥ ومعجم البلدان ٦/ ٨٥: أطاعا بنا أمر النساء فأصبحا، وفي الإصابة ٢/ ٥٣٩ أطاعا معا.
[٩] في الأصل: نكائد- بالهمزة، وفي معجم البلدان ٦/ ٨٥: كل ناكد.

<<  <   >  >>