للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السهمي وهو/ صاحب الأوثان كلما مر بحجر أحسن من الذي عنده أخذه وألقى ما عنده وفيه نزلت: أَفَرَأَيْتَ من اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ ٤٥: ٢٣ [١] والأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى والوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم والأسود بن عبد يغوث بن وهب [٢] بن عبد مناف بن زهرة.

فأما [٣] سبب موتهم فإن العاص بن وائل [٣] خرج في يوم مطير على راحلته ومعه ابنان له يتنزه ويتغدى [٤] ، فنزل شعبا من تلك الشعاب، فلما وضع قدمه على الأرض صاح، فطافوا فلم يروا شيئا، فانتفخت رجله حتى صارت مثل عنق البعير، فمات من لدغة الأرض، وأما الحارث بن قيس فانه أكل حوتا مالحا فأخذه العطش فلم يزل يشرب الماء حتى قدّ [٥] فمات وهو يقول: قتلني رب محمد، وأما الأسود بن المطلب فكان له ابن بارّ به يقال له زمعة وكان متجره إلى الشام، فكان إذا خرج من عند أبيه في سفر قال: أسير كذا وكذا وآتي البلد يوم كذا وكذا ثم خرج يوم كذا وكذا، فلا يخرم [٦] مما يقول شيئا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا عليه أن يعمى بصره ويثكله ولده، فخرج في ذلك اليوم الذي وعده فيه ابنه زمعة القدوم ومعه غلام له، فأتاه جبريل عليه السلام/ وهو قاعد في ظل شجرة فجعل يضرب رأسه وجبهته [٧] بورقة خضراء فذهب بصره ويضرب وجهه بالشوك، فاستغاث غلامه فقال: ما أرى أحدا يصنع بك شيئا إلا نفسك، فأعمى الله بصره وأثكله ولده.


[١] آية ٢٣ سورة ٤٥.
[٢] في الأصل: أهيب- كزبير، والتصحيح من نسب قريش ص ٢٦١ وأنساب الأشراف ١/ ١٢٤ وسيرة ابن هشام ص ١٧٧ وطبقات ابن سعد ١/ ٩٤.
[٣] في الأصل: وسبب موتهم فأما العاص بن وايل فانه.
[٤] في الأصل: يتغدا، انظر أنساب الأشراف ١/ ١٣٩ وسيرة ابن هشام ص ٢٧٢.
[٥] في الأصل: انقد، ومعنى قدّ: اصابه القداد بالضم وهو وجع في البطن.
[٦] فلا يخرم مما يقول: لا ينقص منه شيئا.
[٧] في الأصل: وجهه، ولعل الصواب ما أثبتنا، وفي أنساب الأشراف ١/ ١٤٩: فجعل جبريل عليه السلام يضرب وجهه وعينيه بورقة من ورقها خضراء وبشوك من شوكها حتى عمى.

<<  <   >  >>