للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَا الرَّبِيعُ أَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ كَمَعَادِنِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَخِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا» .

وَالْفِقْهُ: هُوَ مَعْرِفَةُ أَحْكَامِ الدِّينِ وَهُوَ يَنْقَسِمُ إِلَى فَرْضِ عَيْنٍ وَفَرْضِ كِفَايَةٍ، فَفَرْضُ الْعَيْنِ مِثْلُ عِلْمِ الطَّهَارَةِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ فَعَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ مَعْرِفَتُهُ.

«١١٤٢» قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مسلم ومسلمة» .

وَكَذَلِكَ كَلُّ عِبَادَةٍ أَوْجَبَهَا الشَّرْعُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ يَجِبُ عَلَيْهِ معرفتها ومعرفة عِلْمِهَا مِثْلُ عِلْمِ الزَّكَاةِ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ، وَعِلْمِ الْحَجِّ إِنْ وَجَبَ عَلَيْهِ. وَأَمَّا فَرْضُ الكفاية هو أَنْ يَتَعَلَّمَ حَتَّى يَبْلُغَ دَرَجَةَ [١] الِاجْتِهَادِ وَرُتْبَةَ الْفُتْيَا، فَإِذَا قَعَدَ أَهْلُ بَلَدٍ عَنْ تَعَلُّمِهِ عَصَوْا جَمِيعًا وَإِذَا قَامَ مِنْ كُلِّ بلد واحد بتعلّمه سَقَطَ الْفَرْضُ عَنِ الْآخَرِينَ، وَعَلَيْهِمْ تَقْلِيدُهُ فِيمَا يَقَعُ لَهُمْ مِنَ الحوادث.

«١١٤٣» روى أبو أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَضْلُ الْعَالَمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أدناكم» .


وأخرجه البخاري ٣٤٩٥، ٣٤٩٦ و٣٥٨٧، ٣٥٨٨ من طريق أبي الزناد بهذا الإسناد مختصرا.
أخرجه البخاري ٣٤٩٣ و٣٤٩٤ ومسلم ٢٥٢٦ وص ٢٠١١ من طريق أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعا.
وأخرجه مسلم ٢٥٢٦ وأحمد (٢/ ٥٢٤، ٥٢٥) وابن حبان ٥٧٥٧ من طريق يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هريرة به.
١١٤٢- حسن دون لفظ «مسلمة» . أخرجه ابن ماجه ٢٢٤ وابن عدي (٦/ ٧١) وأبو يعلى ٢٨٣٧ وابن الجوزي في «الواهيات» ٦٠ و٦١ و٧٤ من طرق عن أنس مرفوعا، وإسناده ضعيف بكل طرقه.
وأخرجه ابن عدي (٥/ ٢٤٢) وابن الجوزي في «الواهيات» ٥٠ من حديث علي.
وأخرجه ابن الجوزي ٥٣ و٥٤ من حديث ابن عمر، و٥٨ من حديث ابن عباس و٥٧ من حديث ابن مسعود، و٥٩ من حديث جابر، ثم ختم كلامه بقوله: هذه الأحاديث كلها لا تثبت ثم تكلم على أسانيده واحدا واحدا، وأعلها بالضعف، ثم ختم كلامه بقوله: قال الإمام أحمد: لا يثبت عندنا في هذا الباب شيء.
وجاء في «المقاصد الحسنة» ٦٦٠ ما ملخصه: روي عن نحو عشرين تابعيا عن أنس به، وفي كل منها مقال، ولذا قال ابن عبد البر: طرقه كلها معلولة لا حجة في شيء منها من جهة الإسناد، وقال البزار: روي عن أنس بأسانيد واهية. وقال البيهقي: متنه مشهور وإسناده ضعيف، وروي من طرق كلها ضعيفة. وكذا قال أحمد قبله، ومثله إسحاق بن راهويه وقال أبو علي الحافظ: لم يصح فيه إسناد. لكن العراقي قال في «تخريجه الكبير للإحياء» : قد صحح بعض الأئمة طرقه.
وقال المزي: إن طرقه تبلغ به رتبة الحسن اه باختصار.
وقد حسنه شعيب الأرناؤط وعبد القادر الأرناؤط في تعليقهما على كتاب «مختصر منهاج القاصدين» عند بحث: طلب العلم فريضة، وانظر «مختصر منهاج القاصدين» ص ١٩ بتخريجي والله تعالى أعلم.
تنبيه: اشتهر على الألسنة زيادة «ومسلمة» وهذه الزيادة لم ترد في شيء من طرقه وإنما هي في مضمون الحديث.
فائدة: وأما حديث «اطلبوا العلم، ولو بالصين» فهو ضعيف جدا بل أورده ابن الجوزي في «الموضوعات» (١/ ٢٥١) فأصاب. والله الموفق. وانظر «منهاج القاصدين» رقم ١٠.
١١٤٣- أخرجه الترمذي ٢٦٨٥ من طريق الوليد بن جميل حدثنا القاسم أبو عبد الرحمن عن أبي أمامة مرفوعا.
قال الترمذي: هذا حديث غريب اه.
وأخرجه الدارمي (١/ ٨٨) عن الوليد بن جميل الكتاني حدثنا مكحول، فذكره مرسلا. مع اختلاف يسير فيه.
(١) في المخطوط «رتبة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>