للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خَرَجْنَ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِي ما فَعَلْنَ [البقرة: ٢٤٠] ، فالعدّة ما [١] هِيَ وَاجِبَةٌ عَلَيْهَا، وَقَالَ عَطَاءٌ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: نَسَخَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عِدَّتَهَا عند أهلها، [فتعتد حيث شاءت، وقال عطاء: إن شاءت اعتدّت عند أهلها] [٢] وَسَكَنَتْ فِي وَصِيَّتِهَا، وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ، قَالَ عَطَاءٌ: ثُمَّ جَاءَ الْمِيرَاثُ فَنَسَخَ السُّكْنَى، فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ وَلَا سُكْنَى لَهَا، وَيَجِبُ عَلَيْهَا الْإِحْدَادُ فِي عِدَّةِ الْوَفَاةِ، وهي أن تمنع مِنَ الزِّينَةِ وَالطِّيبِ، فَلَا يَجُوزُ لَهَا [تَدْهِينَ رَأْسِهَا بِأَيِّ دُهْنٍ سَوَاءٌ كَانَ فِيهِ طِيبٌ أَوْ لَمْ يَكُنْ، وَلَهَا تَدْهِينُ جَسَدِهَا بِدُهْنٍ لَا طِيبَ فِيهِ، فَإِنْ كَانَ فِيهِ طِيبٌ فَلَا يَجُوزُ، وَلَا يَجُوزُ لَهَا] [٣] أَنْ تَكْتَحِلَ بِكُحْلٍ فِيهِ طِيبٌ أَوْ فِيهِ زِينَةٌ كَالْكُحْلِ الْأَسْوَدِ، وَلَا بَأْسَ بِالْكُحْلِ الْفَارِسِيِّ الَّذِي لَا زِينَةَ فِيهِ، فَإِنِ اضْطُرَّتْ إِلَى كُحْلٍ فيه زينة فقد رخّص فِيهِ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ومنهم سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَعَطَاءٌ وَالنَّخَعِيُّ وَبِهِ قَالَ مَالِكٌ وَأَصْحَابُ الرَّأْيِ، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: تَكْتَحِلُ بِهِ ليلا وتمسحه بالنهار.

ع «٢٦٩» قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ وقد جعلت على وجهي صَبْرًا فَقَالَ: «إِنَّهُ يَشِبُّ [٤] الْوَجْهَ، فَلَا تَجْعَلِيهِ إِلَّا بِاللَّيْلِ وَتَنْزِعِيهِ بِالنَّهَارِ» .

وَلَا يَجُوزُ لَهَا الْخِضَابُ وَلَا لُبْسُ الْوَشْيِ وَالدِّيبَاجِ وَالْحُلِيِّ، وَيَجُوزُ لَهَا لُبْسُ الْبِيضِ مِنَ الثِّيَابِ وَلُبْسُ الصُّوفِ وَالْوَبَرِ، وَلَا تَلْبَسُ الثَّوْبَ الْمَصْبُوغَ لِلزِّينَةِ كَالْأَحْمَرِ وَالْأَخْضَرِ النَّاضِرِ وَالْأَصْفَرِ، وَيَجُوزُ مَا صُبِغَ لِغَيْرِ زِينَةٍ كَالسَّوَادِ وَالْكُحْلِيِّ، وَقَالَ سُفْيَانُ: لَا تَلْبَسُ الْمَصْبُوغَ بِحَالٍ.

«٢٧٠» أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ السَّرَخْسِيُّ [٥] ، أَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ أَنَا أبو إسحق الْهَاشِمِيُّ، أَنَا أَبُو مُصْعَبٍ عَنْ


٢٦٩- ع ضعيف. ذكره مالك في «الموطأ» (٢/ ٦٠٠) بلاغا وكذا رواه الشافعي من طريقه كما في «التلخيص» (٣/ ٢٣٩) .
- ووصله أبو داود ٢٣٠٥ والنسائي (٦/ ٢٠٤) (٣٥٣٩) من طريق المغيرة بن الضحاك عن أم حكيم بنت أسيد عن أمها أن زوجها توفي ... فذكره بأتم منه.
وقال الحافظ في «التلخيص» (٣/ ٢٣٩) : وأعله عبد الحق، والمنذري بجهالة حال المغيرة ومن فوقه. وأعل بما في الصحيحين عن زينب بنت أم سلمة سمعت أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَتِي تُوُفِّيَ عَنْهَا زوجها، وقد اشتكت عينها أفنكحلها؟ قال: لا، مرتين أو ثلاثا اهـ.
٢٧٠- إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
- هو عند المصنف في «شرح السنة» ٢٣٨٢ بهذا الإسناد.
- وفي «الموطأ» (٢/ ٥٩٦- ٥٩٨) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بكر به.
ومن طريق مالك أخرجه البخاري (٥٣٣٤) و (٥٣٣٥) و (٥٣٣٦) ومسلم (١٤٨٦) و (١٤٨٧) و (١٤٨٩) وأبو داود (٢٢٩٩) والترمذي (١١٩٥) و (١١٩٦) و (١١٩٧) والنسائي (٦/ ٢٠١- ٢٠٢) والشافعي (٢/ ٦١- ٦٢) وعبد الرزاق (١٢١٣٠) وابن حبان (٤٣٠٤) والبيهقي (٧/ ٤٣٧) .
- وورد من طرق عن حميد بن نافع به أخرجه البخاري (١٢٨٠) و (٥٣٣٨) و (٥٣٣٩) و (٥٧٠٦) ومسلم (١٤٨٦) ح/ ٥٩ و٦١ و٦٢ والنسائي (٦/ ١٨٨) وابن ماجه ٢٠٨٤ وأحمد (٦/ ٢٩١) و (٢٩٢) و (٣١١) والطبراني (٢٣/ ٤٢٢) و (٤٢٣- ٤٢٧) و (٨١٣- ٨١٧) وابن الجارود (٧٦٥) و (٧٦٨) والبيهقي (٧/ ٤٣٧) و (٤٣٩) رووه مطولا ومختصرا. [.....]
(١) في المطبوع «كالعدة كما» .
(٢) سقط من المطبوع وحده.
(٣) سقط من المخطوط.
(٤) يشب الوجه: يلوّنه ويحسنه.
(٥) في «شرح السنة» ٢٣٨٢: «الشيرزي» بدل «السرخسي» .

<<  <  ج: ص:  >  >>