للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كَانَ مَا تَدَّعُونَ حَقًّا لَمَا أُعْرِضَ عَلَيْكُمْ فِيهِ، فَإِنْ قُلْتُمْ بِأَنَّا آوَيْنَا وَنَصَرْنَا، فَمَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا أُعْطِيتُمْ، فَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً، وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ ١٤: ٢٨ [١] ، قَالَ: فَوَثَبَ عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ الأَنْصَارِيُّ [٢] ، وَهُوَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ: فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَالله يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ٩: ١٠٨ [٣] ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، إِنَّكُمْ أَوَّلُ مَنْ قَاتَلَ عَنِ الدِّينِ، فَلا تَكُونُوا أَوَّلَ مَنْ قَاتَلَ أَهْلَهُ عَلَيْهِ، فَإِنَّ الْخِلافَةَ لا تَكُونُ إلا لأهل النبوّة، [٢ ب] فَاجْعَلُوهَا [٤] / حَيْثُ جَعَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّ لَهُمْ دَعْوَةَ النَّبِيِّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ: ثُمَّ وَثَبَ مَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ الأَنْصَارِيُّ [٥] فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، إِنْ كَانَ هَذَا الأَمْرُ لَكُمْ مِنْ دُونَ قُرَيْشٍ فَخَبِّرُوهُمْ بِذَلِكَ حَتَّى يبايعوكم عليه، فإن كان


[ () ] (ابن سعد ٣/ ٥٣١، تهذيب التهذيب ١/ ٤٦٤، الإصابة ١/ ٣١١- ٣١٢، تهذيب تاريخ ابن عساكر ٣/ ٢٦١، شعر النعمان بن بشير ص ٩، الأعلام ٢/ ٥٦) .
[١] إبراهيم ٢٨.
[٢] في الأصل الاسم محرف (عر عمر بن ساعدة) ، وهو عويم بن ساعدة بن عائش الأوسي الأنصاري، كان ممن شهد العقبة وبدرا وأحدا والمغازي، مات في خلافة عمر بن الخطاب، قيل لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: (من الذين قال الله تعالى فيهم رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ٩: ١٠٨ فقال: نعم المرء منهم عويم بن ساعدة) ، وكان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قد آخى بينه وبين عمر، وقيل: آخى بينه وبين حاطب بن أبي بلتعة، قال عمر: ما نصبت راية للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلا وتحت ظلها عويم.
(الإصابة ٤/ ٧٤٥- ٧٤٦، السيرة النبوية ٢/ ٦٦٠، الطبري ٣/ ٢٠٦) .
[٣] التوبة ١٠٨، راجع الخبر في الطبري ٣/ ٢٠٦ وما بعدها.
[٤] في الأصل: (فجعلوها) .
[٥] معن بن عدي بن الجد بن العجلان الأنصاري، ذكره ابن إسحاق فيمن شهد أحدا وجرى ذكره في حديث عمر الطويل في شأن السقيفة، وفيه: لمّا توجه مع أبي بكر وأبي عبيدة، قال: فلقينا رجلان صالحان، قال عروة: أحدهما عويم بن ساعدة والآخر معن بن عدي، فبلغنا أن الناس بكوا على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقالوا: والله لوددنا أنّا متنا قبله، فإنا نخشى أن نفتن بعده، فقال معن بن عدي: لكني والله لا أحب أني مت قبله لأصدقه ميتا كما صدقته حيا، فقتل معن بن عدي يوم اليمامة شهيدا، وذكر الواقدي في كتاب الردة: أنه كان مع خالد بن الوليد في قتال أهل الردّة وأنه وجهه طليعة إلى اليمامة في مائتي فارس (الإصابة ٦/ ١٩٠) .

<<  <   >  >>