للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأذى، فطلّقها، فتزوّجها عليّ بن عبد الله فضربه الوليد، وقال: إنّما تتزوّج بأمّهات أولاد الخلفاء لتضع منهم [١] ، لأن مروان بن الحكم إنّما تزوّج بأمّ خالد بن يزيد بن معاوية ليضع منه. فقال عليّ بن عبد الله:

إنّما أرادت الخروج من هذا البلد، وأنا ابن عمّها، فتزوّجتها لأكون لها محرما [٢] .

وأما ضربه إيّاه في المرّة الثانية، فإنّه يروى أنّه ضربه بالسوط [٣] ، وحمل على بعير يدار به، ووجهه مما يلي الذنب، وصائح يصيح عليه:

هذا عليّ بن عبد الله الكذّاب. قال: فدنا منه رجل فقال: ما هذا الّذي نسبوك فيه إلى الكذب؟ قال بلغهم قولي: إنّ هذا [٦٢ ب] الأمر سيكون في ولدي، والله ليكوننّ فيهم حتى يملكهم عبيدهم الصغار العيون، العراض الوجوه [٤] الذين كأنّ وجوههم المجانّ المطرقة.

[ومن أخباره مع سليمان بن عبد الملك وهشام]

وروي أن عليّ بن عبد الله دخل على سليمان [٥] بن عبد الملك ومعه ابنا ابنه الخليفتان أبو العباس وأبو جعفر، ويقال إنّه دخل على هشام، فأوسع له على سريره وسأله عن حاجته فقال: ثلاثون ألف درهم عليّ دين فأمر


[١] في كتاب التاريخ «لتضع من أمر الخلافة» .
[٢] في الكامل: «مخرجا» .
[٣] انظر الكامل ج ٢ ص ٢١٨ والرواية عن أبي عبد الله محمد بن شجاع البلخي.
[٤] انظر كتاب التاريخ ص ٢٤٤ أ- ب.
[٥] يخطّئ المبرد هذه الرواية ويرى أن الحادث كان في أيام هشام، وهو على صواب. انظر الكامل ج ٢ ص ٢١٩.

<<  <   >  >>