للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في معاوية خصلة تحلّ بها له الخلافة [١] . فإن تقذف بحقّك على باطلة تدرك حاجتك فيه [٢] ، وإن تطمع [٣] باطله في حقّك يدرك حاجته فيك [٤] . إذا أنت لقيت عمرا فأعلمه أنّ معاوية طليق الإسلام، وأنّ أباه لعين رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأنّه ادّعى الخلافة على غير مشورة [٥] ، فإن صدقك، فعجّل خلعه، وإن كذبك فقد حرّم عليك كلامه، فإن زعم أنّ عمر وعثمان استعملاه فقد صدق. استعمله عمر، وعمر [٦] الوالي عليه بمنزلة الطبيب من المريض يحميه ما يشتهي، ويوجره [٧] ما يكره، واستعمله عثمان برأي عمر وما أكثر من استعملا لم يدّعوا [٨] ما ادّعى معاوية، واعلم أن كل شيء يسرّك من عمرو فينا فلما [٩] يسوءك أكثر، ومهما نسيت من شيء فلا تنسينّ [١٠] أنّ الذين بايعوا عليّا هم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بويعوا عليه [١١] .

وقال: قال ابن عباس لعلي رحمة الله عليهما ورضي عنهما: اجعلني السفير بينك وبين معاوية في الحكمين، فو الله لأفتلنّ حبلا لا ينقطع وسطه، ولا ينبتّ طرفاه. قال علي: لست من كيدك وكيد [١٠ ب] معاوية في شيء، والله لا أعطيه إلّا السيف حتى يدخل في الحق. قال ابن عباس:


[١] في شرح نهج البلاغة: ج ٢ ص ٢٤٦: «وليس في معاوية خلة يستحق بها الخلافة» .
[٢] في ن. م. «منه» .
[٣] في ن. م.: «وإن يطمع باطله» .
[٤] في ن. م.: «منك» .
[٥] في ن. م.: «وإنه يدعي الخلافة من غير مشورة ولا بيعة» .
[٦] في ن. م.: «وهو» .
[٧] في الأصل: «يؤخره» والتصويب من شرح نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٤٦.
[٨] في ن. م.: «ممن لم يدع الخلافة» .
[٩] في الأصل: «قلما» . وفي شرح النهج «واعلم أن لعمرو مع كل شيء يسرك خبيثا يسوءك» .
[١٠] انظر مروج الذهب ج ٤ ص ٣٩١.
[١١] انظر رواية أخرى للخبر في شرح نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٤٦.

<<  <   >  >>