للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنْ تَقُولَ الْقَوْلُ الْمُخْتَارُ فِيمَا إذَا كَانَ بَيْنَك وَبَيْنَ مَكَّةَ بَحْرٌ كَانَ الْغَالِبُ فِيهِ السَّلَامَةَ يَجِبُ الْحَجُّ وَإِلَّا لَا فَيَنْبَغِي أَنْ يُعْرَفَ هُنَا وَيُقَالُ إنْ كَانَ الْغَالِبُ فِي الطَّرِيقِ إلَّا مَنْ يَجِبُ وَإِلَّا لَا.

[[مسائل متفرقة في انعقاد النكاح والنشوز]]

قَالَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - (تُوزَنُ مِنْ شَدِّي) يَعْنِي أَنْت صِرْت زَوْجَةً لِي (فَقَالَتْ الْمَرْأَةُ شدم) يَعْنِي صِرْت لَمْ يَنْعَقِدْ النِّكَاحُ؛ لِأَنَّ هَذَا لَا يَدُلُّ عَلَى الْإِيجَابِ وَالْقَبُولِ فَقَوْلُهُ تَوّ بِضَمِّ التَّاءِ الْمُثَنَّاةِ فَوْقُ وَسُكُونِ الْوَاوِ مَعْنَاهُ أَنْتِ وَقَوْلُهُ زَنْ بِفَتْحِ الزَّايِ الْمُعْجَمَةِ وَبِالنُّونِ هُوَ اسْمٌ لِلْمَرْأَةِ وَقَوْلُهُ مَنْ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالنُّونِ وَمَعْنَاهُ أَنَا وَقَوْلُهُ شدم بِضَمِّ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَفَتْحِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ فِي آخِرِهِ مِيمٌ آخِرُ الْحُرُوفِ سَاكِنَةً مَعْنَاهُ صِرْت وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ تَتَصَرَّفُ كَاللَّفْظِ الْعَرَبِيِّ فَمَصْدَرُهُ شِدَّن وَالْمَاضِي شُدْ وَالْمُضَارِعُ شُودَا إذَا أُرِيدَ الْإِخْبَارُ عَنْ الْجَمْعِ يُقَال شُدِيمْ بِكَسْرِ الدَّالِ وَزِيَادَةِ الْيَاءِ آخِرَ الْحَرْفِ بَعْدَ الدَّالِ قَبْلَ مِيمِ الْمُتَكَلِّمَ.

قَالَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - (وَلَوْ قَالَ رَجُلٌ لِامْرَأَةٍ خويشتن رازن مِنْ كردا يندى) مَعْنَاهُ هَلْ جَعَلْت نَفْسَك لِي زَوْجَةً فَقَالَتْ الْمَرْأَةُ فِي جَوَابِهِ كردا يندم يَعْنِي جَعَلْت وَقَالَ الرَّجُلُ بِزَيْرِ فَتِمْ يَعْنِي قَبِلْت يَنْعَقِدُ النِّكَاحُ مُتَمَّمًا لِاشْتِمَالِهِ عَلَى الْإِيجَابِ وَالْقَبُولِ قَوْلُهُ خويشتن يُؤَدِّي مَعْنَى " نَفْسُك " وَهُوَ بِكَسْرِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ يُكْتَبُ بِالْوَاوِ بَعْدَهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَلَفَّظَ بِهَا وَكَذَلِكَ الْيَاءُ بَعْدَ الْوَاوِ وَشِينٌ مُعْجَمَةٌ سَاكِنَةٌ بَعْدَهَا تَاءٌ مُثَنَّاةٌ مِنْ فَوْقُ مَفْتُوحَةٌ وَفِي آخِرِهِ نُونٌ وَقَوْلُهُ را بِفَتْحِ الرَّاءِ بَعْدَهَا أَلِفٌ سَاكِنَةٌ تُؤَدِّي مَعْنَى التَّخْصِيصِ لِلْإِشَارَةِ بِهَا وَهِيَ مَفْعُولٌ وَقَوْلُهُ مِنْ يَعْنِي أَنَا وَقَوْلُهُ كردانيدي بِالْكَافِ الصَّمَّاءِ الْمَفْتُوحَةِ وَالرَّاءِ السَّاكِنَةِ وَالدَّالِ الْمَفْتُوحَةِ وَالنُّونِ الْمَكْسُورَةِ بَعْدَهَا أَلِفٌ وَبَعْدَهَا يَاءٌ سَاكِنَةٌ وَدَالٌ مُهْمَلَةٌ مَكْسُورَةٌ وَفِي آخِرِهِ يَاءٌ أُخْرَى سَاكِنَةٌ وَهَذِهِ لِلْخِطَابِ تُؤَدِّي مَعْنَى الْجَعْلِ وَالتَّصْيِيرِ وَقَوْلُهُ كردايندم كَذَلِكَ إلَّا أَنَّهُ لِلْمُتَكَلِّمِ وَحْدَهُ، وَكَذَلِكَ لِلْمُخَاطَبَةِ إذَا زِيدَ يَاءٌ بَعْدَ الدَّالِ مِثْلُ كردانيدي وَإِذَا أُرِيدَ جَمْع الْمُخَاطَبِ يُزَادُ بَعْدَ الدَّالِ يَاءُ الْمُخَاطَبِ مِثْلُ كردانيد بد وَإِذَا أُرِيدَ الْمُتَكَلِّمُ مَعَ الْغَيْرِ يُزَادُ فِيهِ يَاءٌ بَعْدَ الدَّالِ وَقَبْلَ الْمِيمِ وَيُقَالُ كردانيديم وَقَوْلُهُ بزير فتم بِفَتْحِ الْبَاءِ الصَّمَّاءِ يَكُونُ مَخْرَجُهُ قَرِيبًا مِنْ مَخْرَجِ الْفَاءِ وَبِكَسْرِ الزَّايِ الْمُعْجَمَةِ بَعْدَهَا يَاءٌ سَاكِنَةٌ وَبَعْدَهَا رَاءٌ مَفْتُوحَةٌ وَبَعْدَهَا فَاءٌ سَاكِنَةٌ وَبَعْدَهَا تَاءٌ مُثَنَّاةٌ مِنْ فَوْقُ مَفْتُوحَةٌ وَفِي آخِرٍ مِيمٌ سَاكِنَةٌ.

قَالَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - (وَلَوْ قَالَ رَجُلٌ لِآخَرَ دوختر خويشتن رابيسر مِنْ أَرَزَانِي داشتي) مَعْنَاهُ هَلْ جَعَلْت ابْنَتَك لَائِقَةً لِابْنِي فَقَالَ أَبُو الْبِنْتِ فِي جَوَابِهِ داشتم يَعْنِي جَعَلْت لَا يَنْعَقِدُ النِّكَاحُ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِمُشْتَمِلٍ عَلَى الْإِيجَابِ وَالْقَبُولِ وَلَا يَلْزَمُ مِنْ جَعْلِ ابْنَتِهِ لَائِقَةً لِابْنِهِ حُصُولُ الْعَقْدِ بَيْنَهُمَا قَوْلُهُ دختر بِضَمِّ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَفَتْحِ التَّاءِ الْمُثَنَّاةِ فَوْقُ وَفِي آخَرَ رَاءٌ مَعْنَاهُ الْبِنْتُ وَقَوْلُهُ بِيُسْرٍ لَفْظَانِ مُرَكَّبَانِ الْأَوَّلُ لَفْظُ بَاءِ الْوِحْدَةِ يُؤَدِّي مَعْنَى لَامِ الِاخْتِصَاصِ وَالثَّانِي لَفْظُ بِيُسْرٍ بِضَمِّ الْبَاءِ الْفَارِسِيَّةِ وَفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَفِي آخِرِهِ رَاءٌ مَعْنَاهُ الِابْنُ قَوْلُهُ أرزاني بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وَبِفَتْحِ الزَّايِ وَكَسْرِ النُّونِ بَعْدَ الْأَلِفِ السَّاكِنَةِ وَفِي آخِرِهِ يَاءٌ آخِرُ الْحُرُوفِ سَاكِنَةٌ وَمَعْنَاهُ هَا هُنَا مَعْنَى اللَّائِقِ وَقَوْلُهُ داشتى بِفَتْحِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْأَلِفِ وَسُكُونِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِي لُغَتِهِمْ شَائِعٌ وَكَسْرُ التَّاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ فَوْقُ وَفِي آخِرِهِ يَاءٌ آخِرُ الْحَرْفِ سَاكِنَةٌ وَقَوْلُهُ داشتم بِزِيَادَةِ التَّاءِ آخِرَ الْحُرُوفِ قَبْلَ الْمِيمِ وَهَذِهِ قَاعِدَةٌ مُطَّرِدَةٌ عِنْدَهُمْ.

قَالَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - (مَنْعُهَا) كَلَامٌ إضَافِيٌّ مُبْتَدَأٌ أَيْ مَنْعُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا (عَنْ الدُّخُولِ عَلَيْهَا وَ) الْحَالُ أَنَّهُ (هُوَ) أَيْ الزَّوْجُ (يَسْكُنُ مَعَهَا فِي بَيْتِهَا نُشُوزٌ) لِأَنَّهَا حَبَسَتْ نَفْسَهَا مِنْهُ بِغَيْرِ حَقٍّ فَلَا تَجِبُ النَّفَقَةُ لَهَا مَا دَامَتْ عَلَى مَنْعِهِ فَيَتَحَقَّقُ النُّشُوزُ مِنْهَا فَصَارَ كَحَبْسِهَا نَفْسَهَا فِي مَنْزِلِ غَيْرِهَا هَذَا إذَا مَنَعَتْهُ وَمُرَادُهَا السُّكْنَى فِي مَنْزِلِهَا وَإِنْ كَانَ الْمَنْعُ لِيَنْقُلَهَا إلَى مَنْزِلِهِ لَا تَكُونُ نَاشِزَةً؛ لِأَنَّ السُّكْنَى وَاجِبَةٌ لَهَا عَلَيْهِ فَكَانَ حَبْسُهَا نَفْسَهَا مِنْهُ بِحَقٍّ فَلَا تَسْقُطُ نَفَقَتُهَا؛ لِأَنَّ التَّقْصِيرَ جَاءَ مِنْ جِهَتِهِ فَصَارَ كَمَا إذَا حَبَسَتْ نَفْسَهَا لِاسْتِيفَاءِ مَهْرِهَا بِخِلَافِ مَا إذَا حُبِسَتْ بِسَبَبِ دَيْنٍ عَلَيْهَا أَوْ غَصَبَهَا غَاصِبٌ وَذَهَبَ بِهَا؛ لِأَنَّ الْفَوَاتَ لَيْسَ مِنْ قِبَلِهِ وَبِخِلَافِ مَا إذَا كَانَتْ سَاكِنَةً مَعَهُ فِي مَنْزِلِهِ وَلَمْ تُمَكِّنْهُ مِنْ الْوَطْءِ؛ لِأَنَّهُ يُمْكِنُهُ الْوَطْءُ كُرْهًا غَالِبًا فَلَا يُعَدُّ مَنْعًا.

قَالَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - (وَلَوْ سَكَنَ فِي بَيْتِ الْغَصْبِ فَامْتَنَعَتْ لَا تَكُونُ نَاشِزَةً) لِأَنَّهَا مُحِقَّةٌ؛ لِأَنَّ السُّكْنَى فِيهِ حَرَامٌ.

قَالَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - (قَالَتْ لَا أَسْكُنُ مَعَ أَمَتِك وَأُرِيدُ بَيْتًا عَلَى حِدَةٍ وَلَيْسَ لَهَا ذَلِكَ) لِأَنَّهُ لَا بُدَّ لَهُ مِمَّنْ يَخْدُمُهُ فَلَا يُمْكِنُ مَنْعُهُ مِنْ ذَلِكَ.

[[مسائل متفرقة في الطلاق]]

قَالَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - (قَالَتْ الزَّوْجَةُ لِزَوْجِهَا مرا طَلَاق بَغْلِيٌّ) يَعْنِي اعْطِنِي طَلَاقًا (فَقَالَ الزَّوْجُ داده كيرا وكرده كيرا وداده باد وكرده

<<  <  ج: ص:  >  >>