للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسبب هذه الغزوة أن المشركين أرادوا أن يثأروا لقتلاهم في غزوة بدر التي وقعت قبل أحد بسنة وشهر١ وليخلصوا طرقهم التجارية إلى الشام من سيطرة المسلمين، وليستعيدوا مكانتهم عند العرب التي تأثرت لهزيمتهم في بدر٢.

فقد أجمعت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسله بأحابيشها ومن أطاعهم من قبائل: بني كنانة، وأهل تهامة٣ وبلغ عددهم: ثلاثة آلاف رجل ومعهم مائتا فرس٤ وثماني نسوة ٥.

وقد رأى النبي صلى الله عليه وسله رؤيا تتعلق بالغزوة فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسله قال: “رأيت في رؤيايَ أني هززت سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء به الله من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها بقْرا والله خير، فإذا هم المؤمنون يوم أحد” ٦.

ولما علم المسلمون بقدوم المشركين لغزو المدينة شاور رسول الله صلى الله عليه وسله أصحابه في البقاء في المدينة والتحصن فيها أو الخروج لملاقاة جيش المشركين ولما استمع عليه الصلاة والسلام لآراء الصحابة وقد رأى بعضهم البقاء في المدينة ورأى آخرون الخروج منها لملاقاتهم خارجها، انطلق صلى الله عليه وسله فلبس لأمته، فتلاوم


١ ابن إسحاق، كتاب السير والمغازي: ٣٢٢، حسين الباكري، مرويات غزوة أحد: ٤٦، وأ د. أكرم ضياء العمري، السيرة النبوية الصحيحة: ٢/٣٧٨.
٢ حسين الباكري، مرويات غزوة أحد: ٤٦، وأ د. أكرم ضياء العمري، السيرة النبوية الصحيحة: ٢/٣٧٨.
٣ ابن إسحاق، كتاب السير والمغازي: ٣٢٢-٣٢٣.
٤ ابن إسحاق، كتاب السير والمغازي: ٣٢٦.
٥ انظر أسماءهن في كتاب السير والمغازي لابن إسحاق: ٣٢٣-٣٢٤، وفي تهذيب سيرة ابن إسحاق لابن هشام: ٣/٦٢.
٦ رواه البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: ٧/٣٧٤-٣٧٥.

<<  <   >  >>