للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[طرسوس في عهد الخلافة الراشدة والدولة الأموية ١١-١٣٢ هـ:]

تمكن المسلمون في عهد عمر بن الخطاب (١٣-٢٣ هـ) من تحرير بلاد الشام من الحكم الروماني الييزنطي، وبلغ أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه قائد الجبهة الشامية أقصى شمال الشام عندما فتح قنسرين ثم أنطاكيا، وأسلم بعض أهلها، ورابط فيها المسلمون من أهل النيات والحسبة. وأصبحت أنطاكيا قاعدة التحرك الإسلامي إلى آسيا الصغرى قبل تمصير طرسوس١.

وكان فيما بين الاسكندرونة وطرسوس حصون ومسالح للروم٢، وعندما غادر هرقل الشام إلى غير رجعة عام ١٦هـ أخذ هرقل أهل هذه المدن والحصون معه٣، وشعث الحصون٤، في خطة تعرقل سير المسلمين إلى آسيا الصغرى. بحيث لا يسيرون في عمارة متصلة ما بين أنطاكيا وبلاد الروم٥. فكان المسلمون إذا توغلوا في بلاد الروم لا يجدون أحدا، وربما كمن عندها الروم فأصابوا غرة المتخلفين، فاحتاط المسلمون لذلك٦.

وكان أول القادة المسلمين وصولا إلى طرسوس أبو عبيدة رضي الله عنه، غزا الصائفة فمرّ بالمصيصة، وطرسوس، وقد جلا أهلهما، وأهل الحصون التي تليها، فأدرب وبلغ في غزاته زندة، وقيل إنما وجه ميسرة بن مسروق العبسي٧.

وفي عام ٢٥ هـ غزا معاوية والي الشام الروم، فبلغ عمورية، ووجد الحصون التي بين أنطاكيا وطرسوس خالية، فجعل عندها جماعة كثيرة من أهل الشام والجزيرة وقنسرين، حتى انصرف من غزاته٨. ولما أغزى يزيد بن الحرّ العبسي الصائفة أمره بمثل ذلك. ولما خرج هدم الحصون إلى أنطاكيا٩، وأَتمّ معاوية عملية الهدم هذه في غزوته من ناحية المصيصة عام ٣١ هـ١٠.


١ البلاذري- فتوح البلدان ص ١٥٠- ١٥٣.
٢ فتوح البلدان ص ١٦٨، قدامة بن جعفر- الخراج ص ٣٠٧.
٣ فتوح البلدان ص ١٦٨. الكامل في التاريخ ٢/ ٣٤٤.
٤ الكامل في التاريخ ٢/ ٣٤٤.
٥ فتوح البلدان ص ١٦٩.
٦ الكامل في التاريخ ٢/٣٤٤.
٧ فتوح البلدان ص١٦٨.
٨ فتوح البلدان ص ١٦٩، قدامة ص ٣٠٧.
٩ الكامل في التاريخ ٣/ ٤٤.
١٠ قدامة بن جعفر ص ٣٠٧.

<<  <   >  >>