للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحَسَن الكَلْبي

(٠٠٠ - ٣٥٢ هـ = ٠٠٠ - ٩٦٣ م)

الحسن بن علي بن أبي الحسين الكلبي: أول الأمراء الكلبيين في صقلّيّة. كان في مبدإ أمره قائدا في جيش المنصور الفاطمي (صاحب إفريقية) ورأى منه المنصور نشاطا وإقداما فاستعمله والياُ على جزيرة صقلّيّة (SiciIe) سنة ٣٣٦ هـ فحاول بعض أهل الجزيرة الشغب عليه، فقمع فتنتهم بالشدة، فهابه الناس. وفي أيامه وجه ملك الروم قسطنطين أسطولا عظيما للاستيلاء على الجزيرة، فاستعد الحسن لقتاله وأمده المنصور بأسطول فيه ٧٠٠٠ فارس و ٣٥٠٠ راجل فزحف على مسيني (Messini) في إيطاليا، وهاجم جيشه ريو (Reggio) وانبثت سراياه في أرض قلورية (Calabria في جنوب إيطاليا) فانهزمت الروم، وامتلك ريو، وبنى بها مسجدا، وعاد.

ولم يزل في صقلّيّة إلى أن بلغته وفاة المنصور (سنة ٣٤١ هـ وقيام المعزّ بعده. فأقام قليلا، ثم عهد بامارة الجزيرة إلى ابنه أحمد، ورحل إلى المهدية (بإفريقية) فكان في خواص المعزّ مدة، ثم عاد إلى صقلّيّة. وخرج بأسطول عظيم سنة ٣٤٥ هـ وتتابعت وقائعه مع (الروم) إلى أن كانت معركة رَمْطة (Rametta) وهي قلعة بجزيرة صقلّيّة، فظفر فيها ظفرا عجيبا، قال لسان الدين ابن الخطيب: (التقى حسن ابن علي مع مقدمة الروم في شوال ٣٥٢ وهو في شرذمة قليلة، لولا أن الله رزق المسلمين النصر، فقتلوا في البر والبحر خلقا عظيما، جُزّت منهم رؤوس عشرة آلاف) واعتل الحسن لفرط فرحه، فتوفي بعد نحو شهر من الوقعة، بصقلية (١) .


الأرشد - خ - وشذرات الذهب ٢: ٣١٩ واللباب ١: ١٠٧.
(١) ابن الأثير ٨: ١٥٦ وأعمال الأعلام ٥٠ والمسلمون في جزيرة صقلّيّة ١٤٤ - ١٥٠ وفيه أن الوقعة كانت سنة ٣٥٤ هـ يوم عرفة. ومثله في معجم البلدان ٤: ٢٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>