للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأقام فيها أشهرا، ودعاه إلى الكوفة أشياعه (وأشياع أبيه وأخيه من قبله) فيها، على أن يبايعوه بالخلافة، وكتبوا إليه أنهم في جيش متهيئ للوثوب على الأمويين. فأجابهم، وخرج من مكة مع مواليه ونسائه وذراريه ونحو الثمانين من رجاله. وعلم يزيد بسفره فوجه إليه جيشا اعترضه في كربلاء (بالعراق - قرب الكوفة) فنشب قتال عنيف أصيب الحسين فيه بجراح شديدة، وسقط عن فرسه، فقتله سنان بن أنس النخعي (وقيل الشمر بن ذي الجوشن) وأرسل رأسه ونساؤه وأطفاله إلى دمشق (عاصمة الأمويين) فتظاهر يزيد بالحزن عليه. واختلفوا في الموضع الّذي دفن فيه الرأس فقيل في دمشق، وقيل في كربلاء، مع الجثة، وقيل في مكان آخر، فتعددت المراقد، وتعذرت معرفة مدفنه. وكان مقتله (رض) يوم الجمعة عاشر المحرم، وقد ظل هذا اليوم يوم حزن وكآبة عند جميع المسلمين ولا سيما الشيعة. وللفيلسوف الألماني (ماربين) كتاب سماه (السياسة الإسلامية) أفاض فيه بوصف استشهاد الحسين، وعدّ مسيره إلى الكوفة بنسائه وأطفاله سيرا إلى الموت، ليكون مقتله ذكرى دموية لشيعته، ينتقمون بها من بني أمية، وقال: لم يذكر لنا التاريخ رجلا ألقى بنفسه وأبنائه وأحب الناس إليه في مهاوي الهلاك إحياءاً لدولة سلبت منه، إلا الحسين، ذلك الرجل الكبير الّذي عرف كيف يزلزل ملك الأمويين الواسع ويقلقل أركان سلطانهم.

وكان نقش خاتمه (الله بالغ أمره) . ومما كتب في سيرته (أبو الشهداء: الحسين بن علي - ط) لعباس محمود العقاد، و (الحسين بن علي - ط) لعمر أبي النصر، و (الحسين عليه السلام - ط) جزآن، لعلي جلال الحسيني (١)


(١) تهذيب ابن عساكر ٤: ٣١١ وخطط مبارك ٥: ٩٣ ومجلة العرفان.
ومقاتل الطالبيين ٥٤ و ٦٧ وابن الأثير ٤: ١٩ والطبري ٦: ٢١٥ وتاريخ الخميس ٢: ٢٩٧ واليعقوبي ٢: ٢١٦ وصفة الصفوة ١: ٣٢١ وذيل المذيل ١٩ وحسن الصحابة ٨٧ وفي المصابيح - خ - ل أبي العباس الحسني، أسماء من قتل مع الحسين في المعركة، ثم يقول: =

<<  <  ج: ص:  >  >>