للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقدّمة الطبعَة الأولى (١)

الحمد للَّه على نعمه، والصلاة والسلام على خيرة أممه في الخزانة العربية فراغ، وفي أنفس قرائها حاجة، وللعصر اقتضاء. يعوز الخزانة العربية كتاب يضم شتات ما فيها من كتب التراجم، مخطوطها ومطبوعها، قديمها وحديثها.

ويتطلب قراؤها كتابا يعرفهم بمن اجتازوا مرحلة الحياة وخلّفوا أثرا يذكر لهم أو خبرا يروى عنهم، من أصول الأمة العربية وفروعها.

ويقتضي العصر الّذي نعيش فيه أن يكون لنا كتب يجتزئ بها المعجل منّا عن مطولات السير وضخام أسفارها.

وقد حاولت بهذا الكتاب أن أملأ جانبا صغيرا من ذلك الفراغ، وأمضي بعض تلك الحاجة، وأقوم بشي ممّا يقتضيه العصر، وعساي أن أوفق.

[إجمال]

كان من أماني النفس وضع كتاب يتناول بالذكر كل من عرض له خبر، أو دوّن له اسم في تاريخ العرب والمستعربين، من جاهليين وإسلاميين، متقدمين ومتأخرين، غير أني رأيت في ذلك عبئا لا ينهض به الفرد، وميدانا يقصر عن اقتحامه الجهد، فاكتفيت بأشهر الرجال والنساء ذكرا، وأثبتهم في صحيفة الأجيال عملا. وتعمدت الإيجاز ما استطعت. ولم أتعرض للأحياء من المعاصرين مخافة الوقوع فيما لا أحمد، والإنسان قد يتغير. وأثبتّ تراجم طائفة من المتأخرين قد أكون أهملت كثيرا من طبقتهم في المتقدمين، ثقة بأن كتب المؤرخين مفعمة بأخبار هؤلاء، وحرصا على استبقاء ما لم يدون من سير أولئك.


(١) حذف منها ما تقدم شئ بمعناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>