للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ودخلا المغرب الأقصى سنة ١٧٢ هـ، فأقاما بمدينة (وليلى) بقرب مراكش. ودعا إدريس إلى نفسه، فعظم أمره، وملك (وليلى) وبلادا أخرى، وراشد عون له وكالئ. وقتل إدريس بالسم. فلحق راشد بقاتله فضربه بالسيف فقطع يمناه. وعاد إلى وليلى، فعلم من جارية لإدريس اسمها (كنزة) أنها حامل، فتولى إدارة الملك باسم (الجنين) إلى أن ولدت كنزة، فسمى ولدها إدريسا (على اسم أبيه) وجدّد له بيعة البربر، وقام بأمره وأمر دولته، وعلّمه ورباه. وكان الأغالبة في القيروان يتتبعون أخبار الدولة الناشئة في جوارهم، ويبعثون بالأموال للقضاء على إدريس (الرضيع) وكانت لهم يد في قتل أبيه بالسم. فما زالوا على ذلك إلى أن تمكن (إبراهيم بن الأغلب) من دسّ بعض البربر لراشد، فقتلوه غيلة، في وليلى، بعد نشوء إدريس وتسلمه عرش أبيه بقليل (١) .

راشِد حُسْني

(١٢٥٨ - بعد ١٢٩٩ هـ = ١٨٤٢ - بعد ١٨٨٢ م)

راشد (باشا) حسني: قائد مصري من شجعان العسكريين. جركسي الأصل. ولد بالقوقاز وتوجّه إلى الآستانة في التاسعة من عمره. ثم إلى مصر في الحادية عشرة، فتعلم في إحدى مدارسها العسكرية، وتمرن في فرنسا سنتين، وتقدم في الجيش المصري الى رتبة (فريق) وكان مع الجيش المصري الّذي أرسله الخديوي إسماعيل لمساعدة الدولة العثمانية في إخماد ثورة (كريت) وعاد سنة ١٢٨٤ هـ فأرسله نجدة للعثمانيين على الصرب سنة ١٢٩٣ هـ ثم نجدة في حربهم مع الروس، فارتفعت له شهرة عسكرية. ولما نشبت الثورة العرابية انضم إليها وتولى قيادتها في معركة (القصاصين) الثانية سية ١٢٩٩ هـ (١٨٨٢ م) وقاتل قتالا شديدا، وجرح برصاصة في قدمه، فحمل إلى القاهرة


(١) الاستقصا ١: ٦٧ - ٧١ وابن خلدون ٤: ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>