للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثائر، من بيت إمارة ورياسة. كان مقيما فيما وراء النهر، بسمرقند، وناب فيها أيام الرشيد العباسي، وعزل وحبس بسبب امرأة، وهرب من الحبس، فقتل العامل على سمرقند، واستولى عليها سنة ١٩٠ هـ وخلع طاعة الرشيد، ودعا إلى نفسه. وسار إليه نائب خراسان علي بن عيسى، فظفر رافع. وتوجه إليه الرشيد (سنة ١٩٢) وانتدب لقتاله هرثمة نائب العراق، فانهزم رافع (سنة ١٩٣) وضعف أمره. واختلف المؤرخون في مصيره، قال المسعودي: استأمن إلى المأمون. وقال ابن كثير: لما قامت الفتنة بين الأمين والمأمون - بعد وفاة الرشيد - بعث رافع إلى المأمون يسأله الأمان، فأمنه، فسار إليه بمن معه (سنة ١٩٤) فأكرمه المأمون وعظمه.

وقال ابن تغري بردي: خرجت إليه العساكر وقتل بعد أمور. هـ وقال ابن الأثير: أدام المأمون هرثمة على حصار سمرقند، حتى فتحها، وقتل رافع بن الليث وجماعة من أقربائه سنة خمس وتسعين ومئة. وأخذنا بقول ابن الأثير، لأن المسعودي وابن كثير لم يذكرا شيئا عنه بعد قولهما أنه دخل في أمان المأمون (١) .

رافِع بن هَرْثَمَة

(٠٠٠ - ٢٨٣ هـ = ٠٠٠ - ٨٩٦ م)

رافع بن هرثمة، أو ابن نومرد، وهرثمة زوج أمه: أمير، ولي خراسان من قبل محمد بن طاهر سنة ٢٧١ هـ واستولى على طبرستان سنة ٢٧٧ في أيام الموفق العباسيّ. ولما ولي المعتضد عزله عن خراسان، فامتنع، واتصل بالطالبيين وحشد جيشا احتلّ به نيسابور وخطب فيها لمحمد بن زيد الطالبي، وقال: (اللَّهمّ أصلح الداعي إلى الحق) فقاتله عمرو بن الليث الصفار، فانهزم رافع وقتل وأنفذ رأسه إلى المعتضد. قال الذهبي: كان ملكا جوادا عالي الهمة،


(١) مروج الذهب، طبعة باريس، ٦: ٣٥٨ والبداية والنهاية ١٠: ٢٠٣ والنجوم الزهراة ٢: ١٣٢ والكامل ٦: ٦٤ و ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>