للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأمن وأمرت القيادة البريطانية في فلسطين بالتدخل. ودخلت مصفحاتها دمشق، ثم جلت مع القوات الفرنسية (١٧ نيسان ١٩٤٥) وعد ذلك اليوم عيدا قوميا في سورية. وتوفي الجابري في بلده (حلب) ودفن في جوار هنانو (١) .

سَعْدي جَلَبي

(٠٠٠ - ٩٤٥ هـ = ٠٠٠ - ١٥٣٩ م)

سعد الله بن عيسى بن أمير خان، الشير بسعدى جلبي أو سعدي أفندي: قاض حنفي من علماء الروم. أصله من ولاية قسطموني. منشأه ووفاته في الآستانة. عمل في التدريس وولي القضاء بها مدة


(١) معالم وأعلام ٢١٩ وقطعة من مذكرات الأستاذ سليم الزركلي عن حادث الفرنسيين في دمشق، وكان يومئذ رئيس ديوان رئاسة الوزراء فيها. ومن المفيد أن أثبت هنا نص ما كتب عن ذلك اليوم. وهو: (لما اشتد النزاع بين السلطات العسكرية الفرنسية والحكومة السورية، وبدأ الفرنسيون يوم ٢٩ أيار (١٩٤٥) بمهاجمة سراي الحكومة بنيران الرشاشات الثقيلة، ومبني المجلس الني أبي بالمدفعية وقتل كل من كان فيه من حراس أفراد الدرك. وأحرقوا شارع رامي، أقرب الشوارع التجارية لساحة الشهداء بدمشق. وراحوا يطلقون الرصاص على كل من يشاهدونه في الشوارع والطرقات، التجأت الحكومة بكامل أعضائها إلى بيت خالد العظم وكان وزيرا، وعقدت اجتماعها هناك. وما كاد يصل نبأ هذا الاجتماع إلى أسماع السلطة الفرنسية حتى صوبت مدفعيتها إلى تلك الدار والحي الذي هي فيه. وما كان من رئيس مجلس النواب سعد الله الجابري إلا أن تسلل من مقر سكنه في فندق الشرق في زي راهب، وسافر إلى حيفا وأبرق من هناك إلى مجلس الامن، وإلى المستر تشرشل، وكان رئيسا للوزارة البريطانية، فأرسل تشرشل إلى الجنرال ديغول إنذاره المشهور، طالبا إيقاف المجزرة التي بدأتها السلطات العسكرية الفرنسية في دمشق، وبعض المدن السورية فورا، والايعاز إلى أفراد الحاميات الفرنسية بالعودة إلى ثكناتها في الحال، وأبلغه فيها أن القيادة البريطانية في فلسطين قد أمرت بالتدخل وبنقل قواتها المصفحة، إلى دمشق، للحيلولة دون متابعة فصول المجزرة الدامية. وأبلغ مجلس الامن بنبأ تدخل القوات البريطانية. ودخلت المصفحات البريطانية عصر يوم الثلاثين أو الحادي والثلاثين من أيار، دمشق. وراحت تضغط على الحاميات الفرنسية للعودة إلى ثكناتها. ومن ثم تم الاتفاق بين الحكومتين الفرنسية والبريطانية على انسحاب القوات الفرنسية من سورية وتم ذلك في ١٧ نيسان ١٩٤٥ وأعقبتها القوات البريطانية بالانسحاب. وأعلن ذلك اليوم عيدا قوميا في سورية.
استردت فيه حريتها وسيادتها) .

<<  <  ج: ص:  >  >>