للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الغنائم إلى الشوائن بالبحر، فسمع للأسارى من العويل والبكاء والشكوى إلى الله، ما قطع الأكباد وذرفت له العيون) كما يقول صاحب البداية والنهاية. وركب الأشرف من القاهرة فوصل إلى الإسكندرية، بعد رحيل الإفرنج، فأمر بإصلاح ما أفسدوه، وأمر بعمارة مئة مركب لمطاردة الفرنج في البحر، فصنعت. وخرج (يلبغا) عن طاعته، فقاتله الأشرف وظفر به، وجئ برأسه (سنة ٧٦٧ هـ واضطرب أمر الجيش مدة، ثم استقر. وانتظمت له شؤون الدولة إلى أن أراد الحج سنة ٧٧٨ هـ فأخذ معه من الأمراء من كان يخشى انتقاضه، وتوجه فبلغ العقبة، فثار عليه مماليكه واتفقوا مع بعض أمراء الجيش، فقاتلهم الأشرف، وانهزم. وعاد إلى القاهرة، فاختفى في بيت مغنية. فاكتشفوا مخبأه، وقبضوا عليه، فأصعدوه إلى القلعة. ثم خنقه الأمير اينبك البدري، ورماه في بئر، فأخرج بعد ذلك ودفن. قال ابن إياس في جملة وصفه له: من محاسن الزمان في العدل والحلم، كان ملكا هينا لينا، محبا للناس، منقادا للشريعة، يحب أهل العلم، كثير البر والصدقات، وكانت الدنيا في أيامه هادئة. له فتوحات ومنشآت كثيرة (١) .

الصَّنْعَاني

(١٠٦٥ - ١١٤٩ هـ = ١٦٥٥ - ١٧٣٦ م)

شعبان بن سليم بن عثمان، الروميّ الأصل، الصنعاني: نباتي طبيب، من شعراء اليمن.

تركيّ الأصل. مولده ووفاته بصنعاء. له (نتائج الفكر في المقابلة بين خواصّ الثمر) منظومة في خواص النباتات والثمار، رأيت مخطوطة منها في آخر المجموعة (١٣٧٣ عربي) في


(١) مورد اللطافة لابن تغري بردي ٨٧ وجاءت وفاته فيه سنة ٨٠٨ من خطأ الطبع.
وابن إياس ١: ٢١٢ وحسن المحاضرة ٢: ١٠٤ والدرر الكامنة ٢: ١٩٠ والبداية والنهاية ١٤: ٣٠٢ - ٣٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>