للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن قبر شعيب بها، وبنته صفوراء زوجة موسى، بها أيضا. وأبعده وهب بن منبه، فزعم أنه مدفون بمكة، غربي الكعبة، بين دار الندوة وباب بني سهم. وفي جنوبيّ الصلت، من بلاد الأردن، اليوم، بركة ماء، إلى جانبها شبه دائرة صغيرة تسمى (مقام النبي شعيب) يستحيل على البدو من سكان تلك الجهات أن يحلف أحدهم كاذبا بحق شعيب أو برب شعيب، أمامها.

وخلاصة سيرته، كما في نصوص الآيات الواردة بشأنه، وقد ذكر اسمه في القرآن الكريم عشر مرات: أن قومه (بني مدين) كفروا باللَّه، وكثر فسادهم، ونقص تجارهم المكاييل والموازين، وجاءتهم رسل - قبل شعيب - فكذبوهم، وكان لبعضهم شجرة يصلّون لها، فسموا (أصحاب الأيكة) ودعاهم شعيب: (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) ونهاهم عما كانوا عليه.

وتبعه رهط منهم. وقال له آخرون: (ولولا رهطك لرجمناك) وهدّدوه بالطرد من بلدهم، هو ومن معه: (لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودنّ في ملتنا) وكانت له معهم محاورات، نعت من أجلها بخطيب الأنبياء. واشتد عليهم الحرّ، فاستظلوا بسحابة، فهبت ريح (سموم) فلفحتهم نيرانها: (فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظّلة، إنّه كان عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) وحدث زلزال لزموا بيوتهم على أثره: (فأخذتهم الرّجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين) ونجا شعيب وأصحابه من شر الزلزال: (فتولى عنهم، وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين) وللمفسرين وأصحاب الأخبار، آراء في معاني هذه الآيات، يحسن الرجوع إليها (١) .


(١) تفصيل آيات القرآن الحكيم ٥٢ - ٥٥ وتفسير القرطبي ٧: ٢٤٦ - ٢٥٢ ثم ٩: ٨٤ - ٩٢ ثم ١٣: ١٣٤ - ١٣٧ و ٣٤٣ وتفسير المنار ٨: ٥٢٣ - ٥٣١ ثم ٩: ٢ - ١٣ ثم ١١: ١٤٣ - ١٥٠ والبيضاوي، طبعة فليشر ١: ٣٣٤ والنسفي، طبعة بولاق ١: ٥٥٤

<<  <  ج: ص:  >  >>