للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في عصرها. أصلها من الدينور، ومولدها ووفاتها ببغداد. روت الحديث وسمع عليها خلق كثير. وطار صيتها، وتزوج بها ثقة الدولة ابن الأنباري (وكان من أخصاء المقتفي العباسي) وتوفي عنها (سنة ٥٤٩ هـ. وعرفت بالكاتبة لجودة خطها (١) .

شُهْدي = أحمد بن عثمان ١١٦٨

شَهْر بن حَوْشَب

(٢٠ - ١٠٠ هـ = ٦٤١ - ٧١٨ م)

شهر بن حوشب الأشعري: فقيه قارئ، من رجال الحديث. شامي الأصل. سكن العراق، وكان يتزيا بزيّ الجند، ويسمع الغناء بالآلات. وولي بيت المال مدة. وهو متروك الحديث. ومن الأمثال: خريطة شهر. يضرب فيما يختزله القراء والفقهاء من خرائط الودائع وأموال الناس (٢) ، قال القطامي الكلبي، يخاطبه:

(لقد باع شهر دينه بخريطة، ... فمن يأمن القراء بعدك يا شهر؟)

وكان ظريفا، قال له رجل: إني أحبك، فقال: ولم لا تحبني وأنا أخوك في كتاب الله، ووزيرك على دين الله، ومؤنتي على غيرك! (٣) .


(١) وفيات الأعيان ١: ٢٢٦ ومرآة الزمان ٨: ٣٥٢ والدر المنثور ٢٥٦.
(٢) يقول المشرف: وقد أشار بعضهم إلى أنه يمكن أن يكون الشاعر، القطامي الكلبي، قد أراد أنّ شهرا باع دينه مقابل الأجر الّذي يتقاضاه لقاء ولايته على بيت المال، إذ أن راتبه يرسل إليه في خريطة، أي الكيس الّذي يخرط على ما يشتمل عليه. ومثل ذلك ما ورد في القصة رقم ١٢٤ في نشوار المحاضرة ج ٧ ص ٢١١، فإن عضد الدولة أقطع أبا عبد الله إقطاعا جليلا، فلم يقبل، فبذل له دخل ضياع يوقفها عليه، فلم يقبل، فأصر عليه أن يبعث إليه في كل يوم طعاما من مطبخه، فأجاب. فقال الشاعر: أظهر هذا الشيخ مكنونه وجنّ لما أبصر الجونة أسلم للعاثور إسلامه وباع في أكلتها دينه.
(٣) تهذيب التهذيب ٤: ٣٦٩ وثمار القلوب ١٣٣ والتاج ١: ٢١٤ ثم ٣: ٣٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>