للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الناصر لدين الله]

(٥٥٣ - ٦٢٢ هـ = ١١٥٨ - ١٢٢٥ م)

أحمد بن المستضئ بأمر الله الحسن بن المستنجد، أبو العباس، الناصر لدين الله: خليفة عباسي بويع بالخلافة بعد موت أبيه (سنة ٥٧٥) وطالت أيامه حتى انه لم يل الخلافة من بني العباس أطول مدة منه. يوصف بالدهاء على ما في أطواره من تقلب، فبينما هو مهتم بشؤون قومه يطلق المكوس ويرفع عن الناس الضرائب، إذا به قد انقلب فانصرف إلى اللهو وأعاد ما رفع. ويقال إنه هو الّذي كاتب التتر وأطمعهم في البلاد لما كان بينه وبين خوارزم شاه من العداوة، أملا بأن يشغله بهم عن الزحف إلى العراق. وكان له اشتغال بالحديث، جمع كتابا فيه سماه (روح العارفين - خ -) في شستربتي (٤٧٣٠ / ٦) واستمرت خلافته ٤٦ سنة و ١١ شهرا إلا يومين، وذهبت إحدى عينيه في آخر عمره وضعف بصر الثانية وفلج فبطلت حركته ثلاث سنين (١) .


(١) ابن الأثير ١١: ١٧٣ ثم ١٢: ١٦٨ والمختصر المحتاج إليه ١٧٩ ومستدركه ٣٤ وتاريخ الخميس ٢: ٣٦٦ وابن دحية في النبراس ١٦٤ وكان معاصرا له، أثنى عليه، ومات في أيامه.
والسلوك للمقريزي ١: ٢١٧ وفيه ثناء عليه وذم لسيرته، قال: (خرب العراق في أيامه، وتفرق أهله في البلاد، فأخذ أملاكهم وأموالهم) ومختصر تاريخ الدول ٤٢١ وفيه: (لما عجز الناصر عن النظر في القصص استحضر امرأة بغدادية تعرف بست نسيم، وكانت تكتب خطا قريبا من خطه، وجعلها بين يديه تكتب الأجوبة، وشاركها في ذلك خادم اسمه تاج الدين رشيق، فصارت المرأة تكتب في الأجوبة ما تريد، فمرة تصيب ومرارا تخطئ) إلى أن أفشى سرها الطبيب صاعد بن توما.

<<  <  ج: ص:  >  >>