للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فجمع آلافا من أهل الصناعات، من أسرى الروم، فبنوا له مصانع وقصورا، وغرس حدائق ومتنزهات، فكان أكثر سلاطين هذه الدولة آثارا. وغزا القبائل المجاورة له، على عادة أسلافه، فهابه الناس. ووجّه بعض قواده لإزعاج (الموحدين) أصحاب المغرب الأقصى، فبلغوا قسنطينة وأغاروا على بجاية، سنة ٧٢٢ هـ وأمر ببناء بعض المدن وأرسل إليها الزروع والأقوات.

واستمرّ عزيز الجانب، رضيّ العيش، إلى أن اشتد ما بينه وبين السلطان أبي الحسن المريني (صاحب مراكش) وزحف هذا على تلمسان، فأطاعته بلادها الشرقية، وحصر تلمسان وبنى في غربيها مدينة (المنصورة) ثم دخلها عنوة. وثبت له السلطان أبو تاشفين. بخاصة رجاله، يقاتلون دون الحرم والأموال، بعد أن تفرق عنهم الجند والأنصار، فقتلوا جميعا على باب القصر، وزال ملك بني عبد الواد إلى حين (١) .

ابن أَبي حَمُّو

(٧٥٠ - ٧٩٥ هـ = ١٣٥٠ - ١٣٩٣ م)

عبد الرحمن بن موسى الثاني (أبي حمو) بن يوسف بن عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراسن الزياني، أبوتاشفين: من ملوك بني عبد الواد، أصحاب تلمسان. ملكها بعد قتل أبيه سنة ٧٩١ هـ واستمر إلى أن توفي. قال ابن الأحمر في روضة النسرين: رأيت أبا تاشفين هذا في فاس، وهو لابس (تشامير) من ثياب (الرحويين) - الطحانين - ورأسه فيه قريعة، وهو يحمل على رأسه الدقيق لديار الناس، ورفعته الأيام، حتى


(١) بغية الرواد ١: ١٣٢ - ١٤٢ وابن خلدون ٧: ١٠٤ - ١١١ وشذرات الذهب ٦: ١١٥ وفي روضة النسرين لابن الأحمر: (كان فاسقا منغمسا في اللذات خليعا لا يصحو من شرب الخمر، وكان فيه تخنيث حتى سمي بزهيرة) انظر
Jouranl Asiatique..T.CCIII, P ٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>