للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عمه (سليمان بن محمد) ثغر (الصويرة) وأعمالها، فحسنت سيرته، فولاه مدينة (فاس) وقدمه على أبنائه، وعهد إليه بالخلافة من بعده، فبويع بفاس بعد وفاة عمه (سنة ١٢٣٨ هـ وقام برحلة طويلة في المغرب، وانتهى إلى مراكش فمكث بها. وأمر بإنشاء الأساطيل لحماية الشواطئ. وكان عادلا، رفيقا برعيته، كثير العناية بنشر العلم وترقية الزراعة والصناعة. وفي أيامه (سنة ١٢٤٦ هـ - ١٨٣٠ م) استولى الفرنسيس على الجزائر، وكانت في أيدي الترك العثمانيين، وظهر الحاج (الأمير) عبد القادر بن محيي الدين المختاري (الجزائري) مجاهدا في الفرنسيس (١) فاحتلوا (وجدة) بدعوى أن المولى عبد الرحمن أمدّ الحاج عبد القادر بالخيل والسلاح والمال، فساق المولى عبد الرحمن جيشا ضخما لاسترداد (وجدة) فكانت المعركة سنة ١٢٦٠ هـ وتغلب الفرنسيس. فتهادن الفريقان على أن ينفى عبد القادر من تلك البلاد. وطورد عبد القادر، فلجأ إلى الفرنسيين. وعقد عبد الرحمن اتفاقية


(١) قال السلاوي في الاستقصا ٤: ١٩٣: كان الحاج عبد القادر في أول أمره على ما ينبغي من المثابرة على الجهاد والدرء في نحر العدو، لولا أنه انعكس حاله في آخر الأمر وخلصت الأرض للفرنسيس.

<<  <  ج: ص:  >  >>