للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مصدره: " خرج ابن إباض في أيام مروان بن محمد ". وهذا وهم، فقد مات قبل أيام مروان بأربعين عاما. وانتشر مذهبه قديما في بربر المغرب. قال ابن الخطيب (١) : " رغب الإباضيون من البربر في موادعة روح بن حاتم إلى أن توفي " وكانت وفاة روح سنة ١٧٤ هـ وعرف مذهب ابن إباض، باسمه، قبل هذا التاريخ، قال الذهبي (٢) : " إن عكرمة كان يرى رأي الإباضية، وتوفي سنة ١٠٥ هـ ولا ريب في أن الخطيب البغدادي (٣) عنى شخصا آخر في القصة الآتية: " قال المأمون لحاجبه: انظر من في الباب من أصحاب الكلام، فقال: بالباب أبو الهذيل العلاف، وهو معتزلي، وعبد الله بن إباض وهو اباضي ". أكثر مترجميه يضبطون " إباض " بكسر الهمزة، ويذكر المقريزي (٤) بعد أن عرّفه برأس الإباضية وبأنه كان " من غلاة المحكمة " أنه " خرج في أيام مروان - كذا " ثم قال: " ويقال: إن نسبة الإباضية إلى أباض - بضم الهمزة - وهي قرية بالعرض من اليمامة نزل بها نجدة ابن عامر ". ويقول الزبيدي (٥) في كلامه على ابن إباض: " كان مبدأ ظهوره في خلافة مروان الحمار " وهذا وما قبله يعنيان أنه ظهر بين سنتي ١٢٧ و ١٣٢ هـ أيام حكم مروان، وهو لا يتفق مع ما قدمناه وثقات أصحابه متفقون على أن وفاته كانت في أواخر أيام عبد الملك بن مروان. وعبارة ابن العماد (٦) في حوادث سنة ١٣٠ هـ تشير إلى إن عبد الله كان قبل هذا التاريخ، فهو يقول: " فيها كانت فتنة الإباضية المنسوبين إلى عبد الله بن إباض، وكان داعيتهم في هذه الفتنة عبد الله بن يحيى الجندي الكندي الحضرمي


(١) أعمال الأعلام للسان الدين ابن الخطيب ٧.
(٢) ميزان الاعتدال للذهبي ٢: ٢٠٩.
(٣) تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي ٣: ٣٦٩.
(٤) خطط المقريزي ٢: ٣٥٥.
(٥) تاج العروس: مادة أبض.
(٦) شذرات الذهب ١: ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>