للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في جوار الكعبة، ونجا الملك، فحمى ابن الوزير من نقمة الجماهير. وعاد إلى صنعاء ثم إلى الحديدة - وكانت له إماراتها - فاستمر بضع سنوات، واستقدمه الإمام يحيى إلى صنعاء فجعله عنده بمكانة " رئيس الوزارء " فاتسع نفوذه بين زعماء اليمن، من العلماء والقواد والأمراء والقضاة. وكان يضمر حقدا على وليّ العهد سيف الإسلام أحمد بن يحيى. ومرض الإمام يحيى، وولي العهد غائب عن صنعاء، فطمع ابن الوزير بالملك، واتصل ببعض الناقمين، فأحكم التدبير لقتل الإمام، وأرسل إليه من قتله في ظاهر صنعاء (سنة ١٣٦٧ هـ وأبرق إلى ملوك العرب وروساء جمهورياتهم يخبرهم بأن الإمام يحيى قد " مات " وأن الإمامة عرضت عليه فاعتذر ثم اضطره ضغط " الأمة " إلى قبولها، وأنه نضب " إماما شرعيا وملكا دستوريا " في ٨ ربيع الآخر ١٣٦٧ (١٨ فبراير ١٩٤٨ م) وارتاب ملوك العرب، وفي مقدمتهم الملك عبد العزيز آل سعود، في الموقف، فآثروا التريث في إجابته حتى ينجلي الأمر. وظهر على الأثر أن يحيى مات " مقتولا " وأن دمه في عنق ابن الوزير. وكانت البيعة قد عقدت لهذا، في قصر غمدان، ولقب بالإمام " الهادي إلى الله " وألف مجلسا للشورى، من ستين فقيها جعل سيف الحق " إبراهيم بن يحيى " رئيسا له، قبل قيامه من عدنان إلى صنعاء - على طائرة بريطانية - كما ألف وزارة كان وزير الخارجية فيها حسين بن محمد الكبسي، وأرسل إلى سيف الإسلام " أحمد " وهو كبير أبناء الإمام يحيى وولي عهده، يدعوه إلى البيعة، ويهدده إن تخلف. وكان سيف الإسلام " أحمد " في " حجّة " يومئذ، فلم يجب ابن الوزير، ودعا إلى نفسه وإلى الثأر لأبيه. وعجزابن الوزير عن إحكام أمره، فزحفت القبائل على صنعاء تسلب وتنهب. واعتصم هو بغمدان، وانتشرت الفوضى. وأبرق إلى ملوك العرب وروسائهم يستنصرهم. وأرسل

<<  <  ج: ص:  >  >>