للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الصحراء (سنة ٤٤٥ هـ ودعاه فقهاء من سجلماسة وسوس، بينهم شيخه " وكاك " فافتتح بلاد درعة وسجلماسة، واستولى على " تارودانت " قاعدة سوس، وفتح بلاد المصامدة حربا. وامتد سلطانه من نواحي السنغال الى سجلماسة، ومن درعة الى أغمات الى حاحة والشياظمة وتقدم الى قبائل " برغواطة " وكانت لها دولة على الشاطئ الأطلسي بين الدار البيضاء والسويرة، فاستولى على بلادها بعد وقائع أصيب فيها بجراح كانت سبب وفاته. ودفن في موضع يسمى " كريفلة " في قبيلة " زعير " غير بعيدة عن الرباط. وأقيمت على قبره قبة معروفة الى اليوم.

قال صاحب " الاغتباط ": دوخ المغرب إلى أن صار يدين بتعاليم الإسلام بعد أن كاد يتقلص منه، وقال صاحب الأنيس المطرب: " قتل في سنة ٤٥١ الفقيه أبو محمد، عب الله بن ياسين الجزولي، مهدي لمتونة. قتله مجوس برغواطة فمات شهيدا " وقال صاحب الجامعة اليوسفية بمراكش: " أفاد ابن السماك في حلله، إن عبد الله بن ياسين لم يكن قد سمع من شيخه وجّاج تعاليم القيروان وحدها، بل كان صلة بين المغرب الأقصى وجزيرة الأندلس حيث قضى فيها ٧ سنوات يتطلب المعارف. إذا فنضجه الفكري كان نتيجة ثقافة عالية في الأندلس " (١) .


أبي عبد الله. مما أمر بجمعه وتأليفه سليمان بن عبد الله بن الإمام الخليفة أمير المؤمنين " يعني أبا الربيع سليمان ابن الأمير أبي محمد عبد الله بن الإمام الخليفة عبد المؤمن بن علي، كما جاء في مقدمة الكتاب. وهو مرتب على الحروف، وفي نهايته ترجمة حسنة لابن وهب خرمت بقيتها.
(١) الاستقصاء الطبعة الثانية ٢: ٧ - ١٨ والاغتباط بتراجم أعلام الرباط - خ.
وفيه ذكر شخص آخر من الصالحين، من أبناء القرن السادس يدعى " عبد الله بن ياسين " مدفون في محلة المواسين بمراكش، ظنه بعض المؤرخين صاحب هذه الترجمة خطأ. قلت: راجع ترجمة يحيى بن عمر بن تكلاكين، في الأعلام، ومصادرها، ولاحظ أن مصادر تلك الترجمة ذكرت خروج عبد الله بن ياسين من الصحراء لفتح درعة سنة ٤٤٥، وصاحب الاغتباط يؤرخ ذلك في ٢٠ صفر ٤٤٧، والمعسول ١١: ٤٠ - ٤٧ وفيه (ص ٤٦) أن في ناحية " وجدة " اليوم من ينتسبون إليه، وأنه - أي مصنف المعسول - وقف على نسبة

<<  <  ج: ص:  >  >>