للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عقيما، فانفرد " المتوكل " بالملك، وانتقل إلى عاصمة آبائه " بطليوس " وكان أديبا، شاعرا، له من أبهة السلطان في بلده ما كان لمعاصره المعتمد ابن عباد في إشبيلية. قال ابن خلدون: كان المتوكل يعرف بساجة (وهي شجرة هندية كالآبنوس أو أقل سوادا منه، لعله شُبه بها لسمرته) ثم يذكر في مصيره أن المعتمد ابن عباد كتب إلى يوسف ابن تاشفين (بعد الزلاقة) يخبره بأنه شعر أن المتوكل اتصل بالطاغية (ألفونس السادس ملك قشتالة) ، ويحرضه على معاجلته قبل وصول الطاغية إلى الثغر، فزحف ابن تاشفين إلى بطليوس، واستولى عليها، وقبض على المتوكل وولديه (الأفضل والعباس) ثم قتلهم يوم الأضحى. وفي رثائهم نظم ابن عبدون (المتوفى سنة ٥٢٠ هـ قصيدته المشهورة التي أولها: " الدهر يفجع بعد العين بالأثر " وفيها، يذكر عمر وابنيه: " ويح السماح وويح الجود لو سلما وحسرة الدين والدنيا على عمر " " سقت ثرى الفضل والعباس هاميةُ تُعزى إليهم سماحا لا إلى المطر " (١) .

النَّسَفي

(٤٦١ - ٥٣٧ هـ = ١٠٦٨ - ١١٤٢ م)

عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل، أبو حفص، نجم الدين النسفي: عالم


(١) ابن خلدون ٤: ١٦٠ ثم ٦: ١٨٧ والمغرب في حلى المغرب ١: ٣٦٤ وشرح قصيدة ابن عبدون ٢٩٧ وسليجسن Seligsohn M.في دائرة المعارف الإسلامية ٢: ٣٤٨ - ٣٥٠ وهو يرى أن المتوكل " كان مبرزا في الأدب فاشلا في الحروب " ولا يذكر ما كان من المعتمد ابن عباد، وإنما يقول: إن ظفر ابن تاشفين بعد وقعة الزلاقة أثار في نفسه " شهوة الفتح " فأرسل قائده " سير بن أبي بكر " للاستيلاء على إمارة بني الأفطس، فاحتل بطليوس وأسر عمر وولديه.
ثم قتلوا. وفي صفة جزيرة الأندلس ٨٣ خبر وقعة " الزلاقة " واشتراك المتوكل وابن عباد فيها.
وهو في فوات الوفيات ٢: ١١٦ " عمر بن المظفر " وفيه: قتله الملثمون صبرا، وقتلوا
ولديه قبله وهو ينظر إليهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>