للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكانت له وقائع كثيرة مع البرتغاليين. وعزل بوشاية سنة ١٠٢٣ فخرج إلى (سلا) وضعف أمر السلطان زيدان، وانتشرت الفوضى في بلاد كانت منها (سلا) فكتب أشياخ القبائل وأعيانها من عرب وبربر، ورؤساء بعض الأمصار وقضاتها (ظهيرا) للعياشي، بأنهم يلتزمون طاعته ويرضون قيامه للجهاد ويقاتلون من يخرج عن أمره. وخالفه بعض أنصار الفتن، فأخضعهم.

وهاجم حصونا وثغورا للإفرنج، فصحبه الظفر. وثارت فتنة بفاس بين فريقين من أهلها، فقصدها

وأصلح بينهما. وثبت عنده أن بعض مسلمي الأندلس في (سلا) والوا الإفرنج وعاملوهم، ومنهم من تجسس لهم، فاستفتي العلماء فيهم، فأفتوا بقتالهم، فقتل كثيرين منهم. وفر بعضهم متفرقين في البلدان، فأراد أهل (الدلاء) الشفاعة بمن وصل منهم إلى زاوية الدلاء، فأبى العياشي، فحقدوا عليه. وذهب فغزا (طنجة) وبينما هو عائد تصدوا له فقاتلوه، فقتل فرسه وانهزم جمعه، وانتهى الأمر بأن قتلوه وحملوا رأسه إلى خونة (سلا) ووجد مقيدا بخطه عدد من قتلهم من الإفرنج في غزواته، وهم كثيرون. ولعبد القاهر بن محمد بن أحمد بن الحسن إملاق، كتاب (الخبر عن ظهور الفقيه العياشي بهذه البلاد، وذكر سبب قيامه بوظيفة الجهاد - خ) في خزانة الرباط (الرقم ٩١) كما في دليل مؤرخ المغرب (الطبعة الأولى، الرقم ٦٦٧) (١) .

[الحتاتي]

(٠٠٠ - ١٠٥١ هـ = ٠٠٠ - ١٦٤١ م)

محمد بن أحمد بن محمد الحتاتي:


(١) الاستقصا ٣: ١٠٧ - ١٣٩ وفي الدرة المنتحلة - خ. أنهم لمزوه بشق العصا على أمير وقته - أي اتهموه بعصيان الأمير - فأرسل لأهل سلا، فقتلوه غيلة واحتزوا رأسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>