للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأرسل إليه يهدده ويدعوه إلى النزول له عما في يده من الحصون. فكتب المعتمد إلى يوسف بن تاشفين (صاحب مراكش) يستنجده، وإلى ملوك الأندلس يستثير عزائمهم. ونشبت (سنة ٤٧٩ هـ المعركة المعروفة بوقعة (الزلاقة) فانهزم الأذفونش (ألفونس) بعد أن أبيد أكثر عساكره.

قال ابن خلكان: وثبت المعتمد في ذلك اليوم ثباتا عظيما وأصابه عدة جراحات في وجهه وبدنه وشهد له بالشجاعة. وعاد ابن تاشفين بعد ذلك إلى مراكش، وقد أعجب بما رأى في بلاد الأندلس من حضارة وعمران. وزارها بعد عام، فأحسن المعتمد استقباله. وعاد. وثارت فتنة في قرطبة (سنة ٤٨٣) قتل فيها ابن المعتمد، وفتنة ثانية في إشبيلية أطفأ المعتمد نارها، فخمدت.

ثم اتقدت، وظهر من ورائها جيش يقوده (سير بن أبي بكر الأندلسي) من قواد جيش (ابن تاشفين) وحوصر المعتمد في إشبيلية، قال ابن خلكان: (وظهر من مصابرة المعتمد وشدة بأسه وتراميه على الموت بنفسه ما لم يسمع بمثله) واستولى الفزع على أهل إشبيلية وتفرقت جموع المعتمد، وقتل ولداه (المأمون) و (الراضي) وفتّ في عضده، فأدركته الخيل، فدخل القصر، مستسلما للأسر (سنة ٤٨٤) وحمل مقيدا، مع أهله، على سفينة. وأدخل على ابن تاشفين، في مراكش، فأمر بإرساله ومن معه إلى أغمات Agmat وهي بلدة صغيرة وراء مراكش. وللشعراء في اعتقاله وزوال ملكه قصائد كثيرة. وبقي في أغمات إلى أن مات. وهو آخر ملوك الدولة

العبادية وللدكتور صلاح خالص، كتاب (المعتمد بن عباد الإشبيلي - ط) في سيرته (١) .


(١) ابن خلكان ٢: ٢٧ - ٣٥ ومطمع الأنفس ١١ - ٢٢ وسير النبلاء - خ.
المجلد ١٥ ونفح الطيب ٢: ١١١٩ والبيان المغرب ٣: ٢٤٤ و ٢٥٧ وابن الوردي ٢: ٤ و ٨ وابن الأثير ١٠: ٨٦ وقلائد العقيان ٤ والشذرات ٣: ٣٨٦ وتراجم إسلامية ١٨٦ والوافي بالوفيات ٣: ١٨٣ وديوان المعتمد بن عباد: مقدمته. وتاريخ =

<<  <  ج: ص:  >  >>