للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى دمشق مع إخوته وأخواته وأمهم، ومنها إلى الرها، فهربوا إلى حلب، ونشأ المنصور بها وجعله صاحبها الملك الظاهر، في جملة أمرائه. واستمر على حاله إلى أن توفي (١) .

أَبُو زَيَّان العَبْد الوَادي

(٦٥٩ - ٧٠٧ هـ = ١٢٦١ - ١٣٠٨ م)

محمد (أَبُو زَيَّان الأول) بن عثمان (أبي سعيد) بن يغمراسن بن زيان، من بني عبد الواد: السلطان الثالث من أسرة بني زيان بتلمسان. كان فاضلا لين الجانب. بويع بعد وفاة أبيه (سنة ٧٠٣ هـ وقاعدته (تلمسان) محصورة، تغاديها وتراوحها منجنيقات السلطان يوسف ابن يعقوب المريني، فصبر على مضض، حتى ضاق ذرع أهلها، فجمع أبو زيان بعض أعيانها (سنة ٧٠٦) واتفقوا على الخروج إلى العدو (فإما مُلك أو هُلك!) وعينوا لخروجهم يوم ٧ ذي القعدة (٧٠٦) وفي هذا اليوم وثب على السلطان يوسف خصيّ من مواليه، فاغتاله بطعنة خنجر، واضطرب قادة جيشه، فبرز أبو زيان فقتل أبا سالم المريني (ابن السلطان يوسف) وعقد الصلح مع أبي ثابت (حفيده) وفك الحصار عن تلمسان، بعد أن استمر ثماني سنين وثلاثة أشهر وخمسة أيام، وقد مات من أهلها فيه زهاء ١٢٠ ألف نسمة. ونهض السلطان أبو زيان وأخ له كنيته (أبوحمو) فأعادا إلى الطاعة من عصى من قبائل مغراوة وتجينوغيرهما. وعاد السلطان إلى تلمسان وقد (طهر البلاد من الفساد) فأمر بإصلاح ما هدمه الحصار من الدور والقصور، ولم يلبث أن وافته منيته.

ومدة ملكه أربع سنوات إلا سبعة أيام (٢) .


(١) السلوك للمقريزي ١: ١٤٥ - ١٥٣ وابن إياس ١: ٧٤ والبداية والنهاية ١٣: ١٨ وحلى القاهرة ١٩٦ وفيه: وفاته سنة ٦٢٥؟.
(٢) بغية الرواد ١: ١٢١ - ١٢٦ ودائرة المعارف الإسلامية ١: ٣٤١ وفي روضة النسرين لابن الأحمر أنه ولي

<<  <  ج: ص:  >  >>