للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

به من بلاد فارس، فلم يكد يتولى الأعمال حتى اتهمه القاهر بالمؤامرة على قتله، فاختبأ (سنة ٣٢١) واستوزره الراضي باللَّه سنة ٣٢٢ ثم نقم عليه سنة ٣٢٤ فسجنه مدة، وأخلى سبيله.

ثم علم أنه كتب إلى أحد الخارجين عليه يطمعه بدخول بغداد، فقبض عليه وقطع يده اليمنى، فكان يشد القلم على ساعده ويكتب به، فقطع لسانه (سنة ٣٢٦) وسجنه، فلحقه في حبسه شقاء شديد حتى كان يستقي الماء بيده اليسرى ويمسك الحبل بفمه. ومات في سجنه.

قال الثعالبي: من عجائبه أنه تقلد الوزارة ثلاث دفعات، لثلاثة من الخلفاء، وسافر في عمره ثلاث سفرات اثنتان في النفي إلى شيراز والثالثة إلى الموصل، ودفن بعد موته ثلاث مرات (١) .

مَبْرَمَان

(٠٠٠ - ٣٤٥ هـ = ٠٠٠ - ٩٥٦ م)

محمد بن علي بن إسماعيل العسكري، أبو بكر، المعروف بمبرمان: من كبار العلماء بالعربية.

من أهل بغداد. ولد في طريق رامهرمز، وأخذ عن المبرد والزجاج. وأخذ عنه الفاسي والسيرافي.

وكان صنينا بالأخذ عنه، لا يقرئ كتاب سيبويه الا بمئة دينار. من كتبه (شرح شواهد سيبويه) و (النحو المجموع على العلل) و (العيون) و (التلقين) و (صفة شكر المنعم) و (شرح كتاب سيبويه) لم يتمه (٢) .


(١) وفيات الأعيان ٢: ٦١ وثمار القلوب ١٦٧ وفيه: (كتب ابن مقلة كتاب هدنة بين المسلمين والروم بخطه، وهو إلى اليوم - أي زمن الثعالبي المتوفى سنة ٤٢٩ هـ - عند الروم في كنيسة قسطنطينية، يبرزونه في الأعياد ويعلقونه في أخص بيوت العبادات ويعجبون من فرط حسنه وكونه غاية في فنه) . وفي الفهرس التمهيدي، ص ٥٤٨ رسالة في (علم الخط والقلم - خ.) يقال إنها لابن مقلة.
(٢) مفتاح السعادة ١: ١٣٧ وبغية الوعاة ٧٤ وإرشاد الأريب ٧: ٤٢ وفي الوافي ٤: ١٠٨ توفي سنة ٣٢٦ وفي التاج ٨: ١٨٦ أنه من جهة أزم (بفتحتين) بين سوق الأهواز ورامهرمز، وفيها يقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>