للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أول من تولى الإمارة من أصول (بني مدرار) . كان أبوه (سمكو) من المتفقهين في الدين، رحل إلى المدينة، وأخذ عن بعض التابعين.

ونشأ صاحب الترجمة في بيت ثروة ووجاهة في قبيلته. وكانت له ماشية كثيرة، من غنم وسواه.

وكثيرا ما يأتي ببعض ماشيته إلى (سوق) كانت تقام في البقعة التي بنيت عليها مدينة (سجلماسة) بعد ذلك. وكثر تردد البربر من مكناسة إلى تلك السوق، ونصب بعضهم خياما فيها للإقامة، وكان مذهب (الصفرية) بدأ ينتشر في قبائل مكناسة، فاتفق جماعة من معتنقيه، ومعهم (أبو القاسم) على تأمير فقيه منهم اسمه (عيسى بن يزيد - أو ابن مزيد، الأسود) فأمرَّوه، واستقروا في تلك الأرض فبدأ عمران (سجلماسة) سنة ١٤٠ هـ - ٧٥٧ م. ثم أنكروا على أميرهم أشياء فعزلوه وقتلوه (سنة ١٥٥ هـ / ٧٧٢ م) (١) وبايعوا (أبا القاسم) بالإمارة، فقام بها إلى أن مات سنة ١٦٧ (أو ١٦٨) فجأة في آخر ركعة من صلاة العشاء. قال ابن خلدون: وكان إباضيا صفريا، وخطب فىَ عمله للمنصور والمهدي من بني العباس.

٢ - إلياس بن أبي القاسم بن سمكو: بويع بعد أبيه. وكان يدعى أبا الوزير (أو الوزير) واستمر إلى سنة ١٧٠ (أو ١٧٤) وخلع.

٣ - اليسع (الأول) بن أبي القاسم: أخو إلياس الّذي قبله. شارك في الانتقاض عليه، وولي الإمارة بعده. وتلقب بالمنتصر. وكنيته أبو منصور. قال ابن خلدون: وعلى عهده استفحل ملكهم بسجلماسة، وهو الّذي أتم بناءها وتشييدها واختط بها المصانع والقصور. وقال ابن عذاري: كان جبارا عنيدا، ظفر بمن عانده من قبائل البربر، وأذلهم، وأظهر الصفرية، وبنى سورا حول سجلماسة. واستمر إلى


القاسم سمجوا بن واسول) و (أبو القاسم سمغوا ابن مزلان بن نزول) .
(١) الاستقصا، الثانية ١: ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>