للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما بلغا أبرق العراق [١] قَالَ كعب لبجير: الق هذا الرجل، وأنا مقيم لك هاهنا، فقدم بجير على رسول الله صلى الله عليه، فسمع منه فأسلم، وبلغ ذلك كعبًا، فقال في ذلك أبياتًا ذكرنا بعضها في باب كعب.

ثم لما قدم رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ المدينة منصرفه من الطائف كتب بجير إلى أخيه كعب: إن كانت لك في نفسك حاجة فأقدم إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، فإنه لا يقتل أحدًا جاءه تائبًا، وذلك أنه بلغه أن رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ أهدر دمه لقول بلغه عنه، وبعث إليه بجير:

فمن [٢] مبلغ كعبًا فهل لك في التي ... تلوم عليها باطلا وهي أحزم

إلى الله لا العزى ولا اللات وحده ... فتنجو إذا كان النجاة وتسلم

لدي يوم لا ينجو وليس بمفلت ... من النار إلا طاهر القلب مسلم

فدين زهير وهو لا شيء غيره [٣] ... ودين أبي سلمى علي محرم

وبجير هو القائل يوم الطائف في شعر له:

كانت علالة يوم بطن حنينكم [٤] ... وغداة أوطاس ويوم الأبرق

جمعت هوازن جمعها فتبددوا ... كالطير تنجو من قطام أزرق

لم يمنعوا منا مقامًا واحدًا ... إلا جدارهم وبطن الخندق

ولقد تعرضنا لكيما يخرجوا ... فتحصنوا منّا بباب مغلق


[١] هكذا في ى، م، وفي هامش م حقق كذلك وفي أسد الغابة: أبرق العزاف، وهو المعروف.
[٢] في م: من.
[٣] في م: دينه وفي أسد الغابة: عنده.
[٤] في ى: حنين. والمثبت من م، وأسد الغابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>