للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت وفاة أبي عامر الراهب عند هرقل في سنة تسع. وقيل في سنة عشر من الهجرة.

وأما حنظلة ابنه فهو المعروف بغسيل الملائكة، قتل يوم أحد شهيدًا، قتله أبو سفيان بن حرب، وقال حنظلة بحنظلة، يعني بابنه حنظلة المقتول ببدر: وقيل. بل قتله شداد بن الأسود بن شعوب الليثي.

وقال مصعب الزبيري: بارز أبو سفيان بن حرب حنظلة بن أبي عامر الغسيل، فصرعه حنظلة، فأتاه ابن شعوب [١] وقد علاه حنظلة فأعانه حتى قتل حنظلة، فقال أبو سفيان [٢] :

ولو شئت نجتني كميت طمرة ... ولم أحمل النعماء لابن شعوب

في أبيات كثيرة.

وذكر أهل السيرة أن حنظلة الغسيل كان قد ألم بأهله في حين خروجه إلى أحد، ثم هجم عليه من الخروج في النفير ما أنساه الغسل، وأعجله عنه، فلما قتل شهيدًا أخبر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن الملائكة غسلته. وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لامْرَأَةِ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الأَنْصَارِيِّ: مَا كَانَ شَأْنُهُ؟ قَالَتْ: كَانَ جُنُبًا وَغَسَلْتُ أَحَدَ شِقَّيْ رَأْسِهِ، فَلَمَّا سَمِعَ الْهَيْعَةَ خَرَجَ فَقُتِلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَلائِكَةَ تُغَسِّلُهُ. وابنه عَبْد الله بن حنظلة، ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، قد ذكرناه في باب العبادلة من هذا الكتاب.


[١] ابن شعوب: هو شداد بن الأسود، وهو الّذي قتل حنظلة.
[٢] سيرة ابن هشام: ٣- ٢١. (الاستيعاب ج ١- م ١٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>