للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أتته الخلافة منقادة ... إليه تجرّر أذيالها

فلم تك تصلح إلا له ... وما كان يصلح إلا لها

ولو رامها أحد غيره ... لزلزلت الأرض زلزالها

ولو لم تطعه بنات القلوب ... ما قبل الله أعمالها

وكانت يد الجود مغلولة ... ففك الخليفة أغلالها

وإن الخليفة من بغض لا إليه ليبغض من قالها

قلت: يا أشجع هل طار الخليفة عن دسته؟ قال أشجع: لا ولكنه قد زحف حتى صار على طرف السرير. قال بشار: وأنشدنا بعده كلنا وما أصغى الخليفة إلى إنشادنا، وما خرج في ذلك اليوم منا أحد بجائزة غير أبى العتاهية. وكان المهدي أديبا شاعرا، ومن جملة شعره «١٠٣» ما كتب به إلى الخيزران أم أولاده موسى وهارون وهي بمكة:

نحن في أفضل السرور ولكن ... ليس إلا بكم يتم السرور

عيب ما نحن فيه يا أهل ودّى ... أنكم غيّب ونحن حضور

فأجدّوا المسير بل إن قدرتم ... أن تطيروا مع الرياح فطيروا

ومن شعره وقد دخل ميدان كسرى بالمدائن في يوم المهرجان:

إذا ما كنت في الميدان يوما ... أجوّل في السرور مع الغواني

خرجت كأننى كسرى إذا ما ... علاه التاج يوم المهرجان [١]

وفي أول خلافته قتل بشار الأعمى لأنه اتهم بالزندقة، فنفاه إلى البصرة فبلغه الخبر أن بشارا عمل في طريقه هذين البيتين [١٩ ب] :

خليفة يزني بعمّاته ... يلعب بالتبوك والصولجان

أعضه الله ببظر امه ... ودس موسى في حر الخيزران «١٠٤»

وأخبر المهدي بعض الثقات أنه رأى بشارا واقفا على باب المهدي والخلائق ينتظرون ركوبه وهو ينشد:


[١] البيت منسوب لآدم بن عبد العزيز الآمدي في الوافي بالوفيات ٥/ ٢٩٤.

<<  <   >  >>