للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خير القرون، ولأنه لا يورث عداوة، ولا بغضاء، ولا تفرق كلمة بخلاف الاختلاف في الأصول.

وقول المؤلف: " المختلفون فيه محمودون في اختلافهم " ليس ثناء على الاختلاف فإن الاتفاق خير منه، وإنما المراد به نفي الذم عنه، وأن كل واحد محمود على ما قال؛ لأنه مجتهد فيه مريد للحق فهو محمود على اجتهاده واتباع ما ظهر له من الحق وإن كان قد لا يصيب الحق، وقوله: " إن الاختلاف في الفروع رحمة وإن اختلافهم رحمة واسعة "، أي داخل في رحمة الله وعفوه حيث لم يكلفهم أكثر مما يستطيعون ولم يلزمهم بأكثر مما ظهر لهم، فليس عليهم حرج في هذا الاختلاف، بل هم فيه داخلون تحت رحمة الله وعفوه، إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطئوا فلهم أجر واحد.

[الإجماع وحكمه]

الإجماع لغة: العزم والاتفاق.

واصطلاحا: اتفاق العلماء المجتهدين من أمة محمد، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، على حكم شرعي بعد النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وهو حجة لقوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} . وقول النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تجتمع أمتي على ضلالة» . رواه الترمذي.

<<  <  ج: ص:  >  >>