للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المخلوقين، فيجعلها دالة على التمثيل.

ووجه كونه إلحادا: أن من اعتقد أن أسماء الله سبحانه وتعالى دالة على تمثيل الله بخلقه فقد أخرجها عن مدلولها ومال بها عن الاستقامة، وجعل كلام الله وكلام رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دالا على الكفر؛ لأن تمثيل الله بخلقه كفر لكونه تكذيبا لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} . ولقوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} . قال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري رحمهما الله: "من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه تشبيه".

النوع الرابع: أن يشتق من أسماء الله - تعالى - أسماء للأصنام، كاشتقاق اللات من الآلهة، والعزى من العزيز، ومناة من المنان.

ووجه كونه إلحادا: أن أسماء الله تعالى خاصة به، فلا يجوز أن تنقل المعاني الدالة عليها هذه الأسماء إلى أحد من المخلوقين ليعطى من العبادة ما لا يستحقه إلا الله عز وجل. هذه أنواع الإلحاد في أسماء الله تعالى.

[(٦٩) وسئل فضيلة الشيخ: عن اسم الله تعالى الجبار؟]

فأجاب بقوله: الجبار له ثلاثة معان:

الأول: جبر القوة، فهو - سبحانه وتعالى - الجبار الذي يقهر الجبابرة ويغلبهم بجبروته وعظمته، فكل جبار وإن عظم فهو تحت قهر الله عز

<<  <  ج: ص:  >  >>