للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلم أنصح الخلق، وأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يساويه أحد من الخلق في النصحية للخلق، ونعلم كذلك أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يريد من العباد إلا أن يهتدوا، وهذا من تمام نصحه أنه لا يريد منهم أن يضلوا، فهو عليه الصلاة والسلام، أعلم الخلق بالله، وأنصح الخلق للخلق، وأفصح الخلق فيما ينطق به، وكذلك لا يريد إلا الهداية للخلق فإذا قال: " ينزل ربنا " فإن أي إنسان يقول: خلاف ظاهر هذا اللفظ قد اتهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إما بأنه غير عالم، فمثلا إذا قال: المراد ينزل أمره. نقول: أنت أعلم بالله من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فالرسول يقول: " ينزل ربنا " وأنت تقول: ينزل أمره أأنت أعلم أم رسول الله؟ ! أو أنه اتهمه بأنه لا يريد النصح للخلق حيث عمى عليهم فخاطبهم بما يريد خلافه، ولا شك أن الإنسان الذي يخاطب الناس بما يريد خلافه غير ناصح لهم أو نقول: أنت الآن اتهمت الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه غير فصيح، بل هو عيي يريد شيئا ولكن لا ينطق به، يريد ينزل أمر ربنا ولكن يقول: ينزل ربنا لأنه لا يفرق بين هذا وهذا، فكلامك هذا لا يخلو من وصمة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعليك أن تتقي الله، وأن تؤمن بما قال الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أن الله تعالى نفسه ينزل حقيقة.

[(٩٧) وسئل فضيلته: هل يستلزم نزول الله - عز وجل - أن يخلو العرش منه أو لا؟]

فأجاب بقوله: نقول: أصل هذا السؤال تنطع، وإيراده غير مشكور عليه مورده، لأننا نسأل هل أنت أحرص من الصحابة على فهم صفات الله؟ إن قال: نعم فقد كذب. وإن قال: لا. قلنا: فليسعك ما وسعهم،

<<  <  ج: ص:  >  >>