للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإله ما يعني المشركون في زماننا بلفظ (السيد) فأتاهم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يدعوهم إلى كلمة التوحيد وهي " لا إله إلا الله ".

والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها. والكفار الجهال يعلمون أن مراد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بهذه الكلمة هو إفراد الله تعالى بالتعلق به، والكفر بما يعبد من دون الله والبراءة منه، فإنه لما قال لهم: قولوا: " لا إله إلا الله " قالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} فإذا عرفت أن جهال الكفار يعرفون ذلك فالعجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار

ــ

يريد - رحمه الله - بيان أن المشركين لا يريدون بقول: لا إله إلا الله أي لا مدبر ولا خالق إلا الله؛ لأنهم يعرفون أن ذلك حق، وإنما ينكرون معناها لا معبود حق إلا الله، وهذا الذي بدأ به المؤلف وأعاد إنما قاله للتأكيد والرد على من يقول: إننا لا نعبد الملائكة أو غيرهم إلا من أجل أن يقربونا إلى الله زلفى، ولسنا نعتقد أنهم يخلقون أو يرزقون.

قوله: " من هذه الكلمة " أي قول: لا إله إلا الله. هذه الجملة كالتي قبلها يبين فيها - رحمه الله - أن معنى لا إله إلا الله، لا معبود حق إلا الله، وأن المشركين قد فهموا هذا منها، وعلموا أنه ليس المراد بها مجرد لفظها، وأن المراد بها لا معبود حق إلا الله، ولهذا أنكروه مع أنهم لا ينكرون أن الله وحده هو الخالق الرازق.

. أي يعرفون أن معنى لا إله إلا الله، لا معبود حق إلا الله.

يريد المؤلف - رحمه الله - أن يبين أن من الناس من يدعي الإسلام ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>