للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قال: أنا لا أشرك بالله شيئا حاشا وكلا، ولكن الالتجاء إلى الصالحين ليس بشرك.

فقل له: إذا كنت تقر أن الله حرم الشرك أعظم من تحريم الزنى، وتقر أن الله لا يغفره، فما هذا الأمر الذين حرمه الله وذكر أنه لا يغفره؟ فإنه لا يدري. فقل له: كيف تبرىء نفسك من الشرك وأنت لا تعرفه؟ أم كيف يحرم الله عليك هذا، ويذكر أنه لا يغفره ولا تسأل عنه ولا تعرفه، أتظن أن الله يحرمه ولا يبينه لنا؟

ــ

إذا قال هذا المشرك: أنا لا أشرك بالله شيئا، والالتجاء إلى الصالحين ليس بشرك.

فجوابه: أن يقال له: ألست تقر أن الله حرم الشرك أعظم من تحريم الزنى، وأن الله لا يغفره فما هذا الشرك؟ فإنه سوف لا يدري، ولا يجيب بالصواب ما دام يعتقد أن طلب الشفاعة من رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم - ليس بشرك فهو دليل على أنه لا يعرف الشرك الذي عظمه الله تعالى وقال فيه: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [سورة لقمان، الآية: ١٣] .

قوله: " فقل له: كيف تبرئ نفسك" إلخ يعني إذا برأ نفسه من الشرك بلجوئه إلى الصالحين، فجوابه من وجهين: الأول: أن يقال: كيف تبرئ نفسك من الشرك، وأنت لا تعرفه؟ وهل الحكم على الشيء إلا بعد تصوره فحكمك براءة نفسك من الشرك، وأنت لا تعلمه حكم بلا علم فيكون مردودا؟ الوجه الثاني: أن يقال: لماذا؟ أتسأل عن الشرك الذي حرمه الله تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>