للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة» " متفق عليه.

ــ

تنتقض توبته الأولى؛ لأنه عزم على أن لا يعود، ولكن سولت له نفسه، فعاد؛ إنما يجب عليه أن يتوب مرة ثانية، وهكذا؛ كلما أذنب؛ يتوب، وفضل الله واسع.

هذا الحديث في إثبات الضحك، وهو قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «يضحك الله إلى رجلين؛ يقتل أحدهما الآخر؛ كلاهما يدخل الجنة» ".

وفي بعض النسخ: " يدخلان "، وهي صحيحة؛ لأن (كلا) يجوز في خبرها -سواء كان فعلا أو اسما- مراعاة اللفظ ومراعاة المعنى، وقد اجتمعا في قول الشاعر يصف فرسين:

كلاهما حين جد الجري بينهما ... قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي

الحديث يخبر فيه النبي عليه الصلاة والسلام أن الله يضحك إلى رجلين؛ عند ملاقاتهما يقتل أحدهما الآخر؛ كلاهما يدخلان الجنة، وأحدهما لم يقتل الآخر إلا لشدة العداوة بينهما، ثم يدخلان الجنة بعد ذلك، فتزول تلك العداوة؛ لأن أحدهما كان مسلما، والآخر كان كافرا، فقتله الكافر، فيكون هذا المسلم شهيدا، فيدخل الجنة، ثم من الله على هذا الكافر، فأسلم، ثم قتل شهيدا، أو مات بدون قتل؛ فإنه يدخل الجنة، فيكون هذا القاتل والمقتول كلاهما يدخل الجنة، فيضحك الله إليهما.

ففي هذا إثبات الضحك لله عز وجل، وهو ضحك حقيقي، لكنه لا يماثل ضحك المخلوقين؛ ضحك يليق بجلاله وعظمته، ولا يمكن أن

<<  <  ج: ص:  >  >>