للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تزال جهنم يلقى فيها، وهى تقول: هل من مزيد؛ حتى يضع رب العزة فيها رجله (وفي رواية: عليها قدمه) فينزوي بعضها إلى بعض، فتقول: قط قط.» متفق عليه.

ــ

وقال تعالى: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:٨٧] .

فالقنوط من رحمة الله، واستبعاد الرحمة من كبائر الذنوب، والواجب على الإنسان أن يحسن الظن بربه؛ إن دعاه أحسن الظن به بأنه سيجيبه، وإن تعبد له بمقتضى شرعه؛ فليحسن الظن بأن الله سوف يقبل منه، وإن وقعت به شدة؛ فليحسن الظن بأن الله سوف يزيلها؛ لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا» .

بل قد قال الله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: ٥-٦] ، ولن يغلب عسر يسرين؛ كما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما.

هذا الحديث في إثبات الرجل أو القدم:

قوله: «لا تزال جهنم يلقى فيها» : هذا يوم القيامة؛ يعني: يلقى فيها الناس والحجارة؛ لأن الله تعالى يقول: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [البقرة:٢٤] ، وقد يقال: يلقى فيها الناس فقط، وأن الحجارة لم تزل موجودة فيها، والعلم عند الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>