للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهم رب السماوات السبع والأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، أنت الأول؛ فليس قبلك شيء، وأنت الأخير؛ فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر؛ فليس فوقك شيء، وأنت الباطن؛ فليس دونك شيء اقض عني الدين، وأغنني من الفقر» . رواه مسلم.

ــ

إنه في السماء، ولا تناقض في كلامه هذا وهذا؛ إذ يمكن الجمع من ثلاثة أوجه:

الوجه الأول: أن الشرع جمع بينهما ولا يجمع بين متناقضين.

الوجه الثاني: أنه يمكن أن يكون الشيء عاليا، وهو قبل وجهك؛ فهاهو الرجل يستقبل الشمس أول النهار، فتكون أمامه، وهي في السماء، ويستقبلها في آخر النهار، تكون أمامه، وهي في السماء؛ فإذا كان هذا ممكنا في المخلوق؛ ففي الخالق من باب أولى بلا شك.

الوجه الثالث: هب أن هذا ممتنع في المخلوق؛ فإنه لا يمتنع في الخالق؛ لأن الله تعالى ليس كمثله شيء في جميع صفاته.

يستفاد من هذا الحديث من الناحية المسلكية وجوب الأدب مع الله عز وجل، ويستفاد أنه متى آمن المصلي بذلك فإنه يحدث له خشوعا وهيبة من الله عز وجل.

هذا الحديث: في إثبات العلو وصفات أخرى.

وهو حديث عظيم، توسل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الله تعالى بربوبيته في قوله: «اللهم رب السماوات السبع والأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء» ، وهذا من باب التعميم بعد التخصيص في قوله: " ورب

<<  <  ج: ص:  >  >>