للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضامون في رؤيته؛ فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها؛ فافعلوا؛» متفق عليه.

ــ

يقول القائل: لا يصوم، وكذلك في القيام والنوم.

وفيه أيضا: أن الله قريب، وقد دل عليه قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:١٨٦] .

ونستفيد من هذا الحديث من الناحية المسلكية:

- أنه لا ينبغي لنا أن نشق على أنفسنا بالعبادات، وأن يكون سيرنا إلى الله وسطا؛ لا تفريط ولا إفراط.

- وفيه أيضا: الحذر من الله؛ لأنه سميع وقريب وبصير، فنبتعد عن مخالفته.

- وفيه أيضا من الناحية الحكمية: جواز تشبيه الغائب بالحاضر للإيضاح؛ حيث قال: «إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته» .

- وفيه أيضا أنه ينبغي أن يراعي الإنسان في المعاني ما كان أقرب إلى الفهم؛ لأن هؤلاء مسافرون، وكل منهم على راحلته، وإذا ضرب المثل بما هو قريب؛ فلا أحسن من هذا المثل الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام.

هذا الحديث: في إثبات رؤية المؤمنين لربهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>