للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} [العنكبوت: ١٧] .

ــ

مشيئة الله ليست مجردة يفعل ما يشاء لمجرد أنه يفعله فقط؛ لأن من صفات الله الحكمة، ومن أسمائه الحكيم، قال الله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الانسان:٣٠] .

قوله: {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ، أي: ذو المغفرة، والمغفرة: ستر الذنب والتجاوز عنه، مأخوذ من المغفر، وهو ما يتقي به السهام، والمغفرة فيه ستر ووقاية.

والرحيم؛ أي: ذو الرحمة، وهي صفة تليق بالله عز وجل، تقتضي الإحسان والإنعام.

الشاهد قوله: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ} في الآية الأولى؛ فقد نبه الله نبيه أن من يدعو أحدا من دون الله (أي: من سواه)) لا ينفعه ولا يضره.

وقوله في الآية الثانية: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ} .

* * *

الآية الثالثة قوله: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} .

لو أتي المؤلف بأول الآية: {إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا} لكان أولى؛ فهم يعبدون هذه الأوثان من شجر وحجر وغيرها، وهي لا تملك لهم رزقا أبدا، لو دعوها إلى يوم القيامة ما أحضرت لهم ولا حبة بر، ولا دفعت عنهم أدنى مرض أو فقر، فإذا كانت لا تملك الرزق؛ فالذي يملكه هو الله، ولهذا قال: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} ؛ أي: اطلبوا عند الله الرزق؛

<<  <  ج: ص:  >  >>