للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«وقال أبو هريرة له -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: "من قال: لا إله إلا الله؛ خالصا من قلبه» .

ــ

عاطفة، ويجوز أن تكون استئنافية، فإذا كان الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو أعظم الناس جاها عند الله لا يشفع إلا بعد أن يحمد الله ويثني عليه، فيحمد الله بمحامد عظيمة يفتحها الله عليه لم يكن يعلمها من قبل، ويطول سجوده؛ فكيف بهذه الأصنام؛ هل يمكن أن تشفع لأصحابها؟

قوله: " ارفع رأسك " أي: من السجود.

قوله: " وقل يسمع " السامع هو الله، و"يسمع": جواب الأمر مجزوم.

قوله: " وسل تعط " أي: سل ما بدا لك تعط إياه، وتعط: مجزوم بحذف حرف العلة جوابا لسل.

قوله: " واشفع تشفع "، وحينئذ يشفع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الخلائق أن يقضى بينهم.

قوله: «وقال أبو هريرة له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: من أسعد الناس بشفاعتك؟» هذا السؤال من أبي هريرة للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ فقال له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «"لقد كنت أظن أن لا يسألني أحد غيرك عنه لما أرى من حرصك على العلم» ، وفي هذا دليل على أن من وسائل تحصيل العلم السؤال.

قوله: «من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه» ، وعليه؛ فالمشركون ليس لهم حظ من الشفاعة؛ لأنهم لا يقولون: لا إله إلا الله، قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ}

<<  <  ج: ص:  >  >>