للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} [يس: ١٩] .

ــ

قوله: {أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ} . (ألا) : أداة استفتاح تفيد التنبيه والتوكيد، و (إنما) : أداة حصر.

وقوله: (طائر) مبتدأ، و {عِنْدَ اللَّهِ} خبر، والمعنى: أن ما يصيبهم من الجدب والقحط ليس من موسى وقومه، ولكنه من الله، فهو الذي قدره ولا علاقة لموسى وقومه به، بل إن الأمر يقتضي أن موسى وقومه سبب للبركة والخير، ولكن هؤلاء -والعياذ بالله- يلبسون على العوام ويوهمون الناس خلاف الواقع.

قوله: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} . فهم في جهل، فلا يعلمون أن هناك إلها مدبرا، وأن ما أصابهم من الله وليس من موسى وقومه.

* الآية الثانية قوله تعالى: {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ} .

أي: قال الذين أرسلوا إلى القرية في قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ} ... الآيات [يس: ١٣] .

فقالوا ذلك ردا على قول أهل القرية: {إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} [يس: ١٨] ، أي: تشاءمنا بكم، وإننا لا نرى أنكم تدلوننا على الخير، بل على الشر وما فيه هلاكنا، فأجابهم الرسل بقولهم: {طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ} ، أي: مصاحب لكم، فما يحصل لكم، فإنه منكم ومن أعمالكم، فأنتم السبب في ذلك.

ولا منافاة بين هذه الآية والتي ذكرها المؤلف قبلها؛ لأن الأولى تدل على أن المقدر لهذا الشيء هو الله، والثانية تبين سببه، وهو أنه منهم، فهم في الحقيقة طائرهم معهم (أي الشؤم) الحاصل عليهم معهم ملازم لهم؛ لأن

<<  <  ج: ص:  >  >>